ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 9 أغسطس 2024

حكايات إحسان عبدالقدوس - تعبت من تقبيل الأيادي !!



طفولته كانت صعبة .. 

هكذا يؤكد والدي رحمه الله .. 

يقول: أمي عندما أنجبتني كانت مطلقة ووحيدة في هذه الدنيا ، وعندما جاء أوان وضعي كانت بمفردها ويشاء القدر أن الإنسانة التي وقفت إلى جوارها أثناء ولادتي صديقة لها وفنانة مثلها إسمها "إحسان كامل" ، وتأثرا بهذه الصداقة والوفاء أطلقت إسم "إحسان" على أبنها الذكر !!

وهو إسم بناتي !!

ولو كان بجوارها رجلاً لتغير أسمي بالتأكيد ، لكن هذا قدري !!

والأسم "إحسان" سبب لي العديد من المشاكل والسخرية ، وفي صغري كان من يكرهونني من الأولاد يسخرون مني قائلين "البنوتة أهو" !!


وهو في بدايات عملي في الصحافة كانت تصلني رسائل بإسم الآنسة "إحسان" !! 

قبل أن يعرف القراء أنني واحد ذكر !!


وزاد الطين بلة أنني أكتشفت عند زواجي أن الشقيقة الكبرى لشريكة عمري إسمها "إحسان" ، ولذلك هربت من هذا الإسم إلى "سانو" في حياتي الخاصة وبين أصدقائي المقربين وأفراد أسرتي ، وأحتفظت بإسم "إحسان" للصحافة وحياتي العامة.


وعندما ظهرت على وش الدنيا كانت أمي مازالت ممثلة مغمورة وفقيرة .. أما أبي "محمد عبدالقدوس" فهو فنان بحق وحقيقي وصاحب مزاج يختفي بين الحين والآخر ولا أحد يعلم مكانه حتى يظهر من جديد.


ووضعتني أمي التي لا تملك قوت يومها في ملجأ للأيتام ، وقضيت هناك عدة أسابيع حتى ظهر أبي عندما علم أنه أنجب وكاد أن يطير من الفرحة  وأخذني إلى بيت العائلة وكانوا سعداء بالمولود الجديد الذي هو أنا وعلى رأسهم رب الأسرة جدي "أحمد رضوان".


وكان جدي الذي عشت في كنفه من رجال الدين ويعمل قاضياً شرعياً وله صلة وثيقة برجال ثورة ١٩١٩ .. وعشت مع جدي فترة ب"الدراسة" بجوار "الحسين" ، حتى بنى بيتا جديداً بالعباسية يتكون من عدة طوابق .. 

وطفولتي كلها قضيتها في الطابق الثاني من هذا المنزل مع عمتي وأولادها .. واسمها "نعمات هانم" وكانت بمثابة أمي الثانية وهي التي أشرفت على تربيتي حتى دخولي الجامعة وبعدها ذهبت للعيش مع أمي الحقيقية "روزاليوسف".


وأسرة جدي الذي عشت معه طفولتي كلها وجزء من المراهقة بالعباسية كانت محافظة تسودها تقاليد عجيبة منها مثلاً تقبيل الأيادي !! 

فلا أكتفي فقط بتقبيل يد من هم أكبر مني ، بل وضيوف جدي كمان !!

وعندما يأت ضيف إلى منزلنا يناديني جدي لكي أسلم عليه ، وتقبيل يده إحتراماً لشخصه الكريم ، وكنت أتضايق وأنا صغير من ذلك ، لكن إرضاء جدي أراه أمرا واجباً حتى ولو أتعبني تقبيل الأيادي !!


وكنت أذهب إلى أمي "روزاليوسف" كل أسبوع ، وأجد هناك نوعية من الناس مختلفة تماماً أغلبهم من الأدباء والصحفيين والفنانين ، فكنت أصافح الواحد منهم وأقوم بتقبيل يده ورفعها على رأسي كما أفعل في بيت جدي !! وسط دهشتهم الشديدة ، ولم يطل هذا الأمر كثيراً .. فقد شاهدتني أمي وأنا أقوم بتقبيل الأيادي ونهرتني بشدة بعد إنصراف الضيوف قائلة: أبوك وأمك هما فقط من تقبل أيديهم .. وتوفي جدي بعد ذلك ووفاته أعفتني من تقبيل الأيادي ، وكنت حريصاً جداً على تقبيل يد أمي ورفعها على رأسي حتى آخر يوم في حياتها.


أما أبي فكان يرفض ذلك ، وكلما حاولت تقبيل يده يسحبها بسرعة 

قائلاً: عيب يا ولد !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق