ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 25 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - أنسي ساويرس .. دخلت كلية غلط!!



في حواري مع مؤسس أسرة "ساويرس" الشهيرة أكتشفت أنه خريج زراعة !!
وبالطبع أعتبرت هذا الأمر يدخل في دنيا العجائب وسألت "أنسي ساويرس" رحمه الله عن علاقة الزراعة بالمقاولات والبزنس وهي المجالات التي برعت فيها ؟؟
أجابني: أنا دخلت كلية غلط بناءً على طلب من أبي !
ويشرح ما يعنيه قائلاً: كانت عندنا أرض زراعية تتراوح بين ٨٠ و١٠٠ فدان في بلدنا بالصعيد نقوم بتأجيرها للفلاحين ، ومن أجلها دخلت هذه الكلية لأشرف على الأرض الزراعية ، واكتشفت مبكراً أنني لا أصلح في الزراعة ، واستنكف الفلاحون أن يعيش إبن مالك الأرض بينهم ويرتدي الجلباب زيهم ويكون واحد منهم !!
ولم يكن من الممكن الإندماج بينهم وهم بهذه العقلية وأنا شخصياً لم أتصور نفسي فلاح أزرع الأرض طيلة عمري .. كنت أريد الإنطلاق !!
سألته: وهل كان والدك زعلان عندما تركت الزراعة واتجهت إلى المقاولات وكونت شركة "لمعي وأنسي" مع "لمعي يعقوب" والعنوان التليفرافي لهذه الشركة "اوراسكوم".
أجاب: بل العكس هو الذي حدث .. ساعدني وأمدني بالمال من أجل تكوين هذه الشركة رغم أنه كان عنده شك كبير في نجاحي بهذا المجال وأنا لا أعلم عنه شيء ، كما أنني أول فرد من الأسرة يعمل في المقاولات ، لكنني نجحت وأثبت وجودي والفضل كما قلت لك يرجع إلى شريكي وأستاذي "لمعي يعقوب" الذي تعلمت منه الكثير جداً.
سألته عن والده وست الحبايب فأشرق وجهه بابتسامة حلوة وهو يتذكر نشأته الأولى وقال: أنا مواليد ٣٠ أغسطس ١٩٣٠ ، وهذا الشهر أحبه جداً ، لأنني تزوجت يوم ٢٣ أغسطس وبدأت العمل من جديد في مصر بعد عودتي إليها في أغسطس من عام ١٩٧٧ .. أنا من برج الأسد !
أسرتنا من سوهاج .. أبي وأمي كل منهما أسمه على مسمى ..
والدي أسمه "نجيب" وقد أسميت أبني الأكبر به وكان نجيباً بالفعل ، وبرع في المحاماة ، وكان من أنجح المحامين في الصعيد كله وكون ثروة لا بأس بها من هذا المجال ، ولم يعمل بالتجارة قط بل ظل مخلصاً لمهنته حتى بلغ سن الخامسة والسبعين حيث تقاعد وتوفي بعدها بعشر سنوات.
ونحن أربعة أبناء .. أخي الأكبر "مراد" ويليه "مختار" وقد أختار مهنة المحاماة ثم تأتي "سميحة" ، وأخيراً آخر العنقود الذي هو أنا.
وبالطبع تعلمت من والدي الكثير ، ومن بين ما تعلمته أنه كان حريصاً على كل ورقة يقوم بتوقيعها.
وهذه الصفة من أبرز الصفات التي أخذتها منه في مجال عملي.
وماذا عن ست الحبايب ؟؟
أتسعت عينيه وهو يقول: إسمها "بديعة عطا الله" .. يا سلام عليها .. إسمها على مسمى بديعة بالفعل وتمتاز بالقوة والصلابة وقادرة على حكم بلد .. وفي ذات الوقت صاحبة قلب من دهب ورغم أنها لم تكن متعلمة إلا أنها كانت حكيمة ولها الرأي والقرار ، ولم تكن هامشية أبدا في حياتنا ، بل العكس هو الصحيح فنحن الذين ننزل على رأيها إحتراماً لها.
وعدنا من جديد إلى عنوان المقال: دخلت كلية غلط .. فقال "أنسي ساويرس" لست نادماً على ذلك .. فقد جئت إلى القاهرة بفضل هذه الكلية الغلط وتعرفت على عالم جديد .. وسكنت في البداية عند عمي الكبير "متري ساويرس" بمصر الجديدة ، وكان بيته يقع في ميدان الجامع ، وكان هذا الحي من أجمل أحياء القاهرة كلها ثم سكنت في شارع مراد بالجيزة لأكون قريباً من الكلية ، وكان مصروفي الشهري خمسة عشر جنيها من أبي تشمل أجرة السكن والنفقات الأخرى.
وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.
بهذه المناسبة يوجه "أنسي ساويرس" نصيحة لكل خريج جامعة.. الحياة العملية شيء .. ودراستك شيء آخر .. مختلفة تماماً حتى لو دخلت الكلية "الصح" !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق