ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 22 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - حبيب ملايين الفقراء .. هل ينجح في مهمته الجديدة ؟




صدق أو لا تصدق نال جائزة نوبل للسلام قبل سنوات لهذا السبب بالذات .. إنه حبيب ملايين الفقراء وساندهم وناصرهم !!
ومن حقك أن تسألني عما فعله بالضبط للناس الغلابة في بلاده حتى يفوز بجائزة نوبل وهي أرفع وسام دولي على الإطلاق ..
دعني في البداية أقدمه لك ، أسمه الدكتور "محمد يونس" متخصص في الإقتصاد ، من دولة بنجلاديش .. وأغلب ظني أن معظم القراء والناس العاديين لا يعرفون اسم الرجل ولا حتى دولته وهي تقع في شرق آسيا ، وكانت جزء من باكستان ثم انفصلت عنها عام ١٩٧١.
وقد تقاطعني وتتساءل وايه اللي فكرك بيه دلوقتي خاصة وأنت تقول أنه فاز بالجائزة الرفيعة منذ سنوات .. يعني مش دلوقتي !!
والإجابة أنه كان حديث وسائل الإعلام الأجنبية الكبرى خلال الأيام الماضية خاصة الأوروبية والأمريكية ، وطناش كامل من عندنا وعند بلاد أمجاد يا عرب أمجاد والشرق الأوسط كله ، ولن تتعجب عندما تعرف سبب تجاهله ، لكن دعني في البداية أذكر لك هذه الفكرة المجنونة التي دعى إليها الدكتور "محمد يونس" لإنقاذ ملايين الفقراء في بلاده ..
طرح فكرة إنشاء بنك للفقراء مخصص لإقراضهم من أجل مساعدتهم على إقامة مشروعات صغيرة وعلى قدهم تؤدي إلى تحسين أحوالهم في النهاية .. وقوبلت فكرته بالسخرية خاصة من رجال البنوك والبزنس بل وحتى رفضها أساتذة الإقتصاد زملاءه .. وكان هناك إجماع على أن هذا البنك سيفلس في أقرب وقت لأنه لا يوجد أي ضمانات للقروض التي سيقدمها للفقراء !
وقالوا عن مشروعه هذا أنه جمعية خيرية وليس بنك بحق وحقيقي.
وعندما رأى الجميع وقد تخلوا عنه قام بتنفيذ فكرته بنفسه وبدأت بداية متواضعة ، لكن بفضل عبقريته الإقتصادية تطورت سريعاً.
وكان أول بنك في العالم كله مهمته الأولى مساعدة الفقراء !!
ودولة بنجلاديش "الغلبانة" التي ينتمي إليها فيها مشاكل إقتصادية ضخمة وكانت تحكمها "واحدة ست" إسمها الشيخة "حسنية" ابنة مؤسس الدولة ، ونجحت في تحسين أحوالها وأشاد البنك الدولي بالإصلاحات العديدة التي قامت بها ، والمشروعات الكبيرة التي جرت في عهدها ، لكنها مثل معظم دول العالم الثالث كانت مستبدة ، وترى نفسها وقد جاءت في الوقت المناسب لإنقاذ بلادها من الفوضى ، ولذلك كانت تقمع أي رأي معارض وتتهم صاحبه بالخيانة !! وسجون بلادها مليئة بسجناء الرأي والمعارضين لها ، وأستشرى الفساد في النظام السياسي الذي ترأسه لأنه ممنوع أي كلام عنه ! وكأن أن الأمر أستقر لها .. ومنذ شهرين تقريباً أصدرت قانون خاص بالوظائف الحكومية ، وكان واضحاً أنه يحابي أنصارها !!
فثار طلبة الجامعات الذين سيضيع مستقبلهم وتطورت الأمور سريعاً بطريقة لم يتوقعها أحد ، وانضم إليهم فئات واسعة من الشعب خاصة الفقراء والعاطلين الذين اشتكوا من الغلاء وتدهور الخدمات في عهد الشيخة "حسنية" برغم كل الإصلاحات التي قامت بها.
وسقط العديد من القتلى والجرحى وإعلان الطوارئ وحظر التجوال ، لكن المظاهرات لم تتوقف ورفض الجيش المشاركة في قمع المتظاهرين فسقط النظام وانتصرت الإنتفاضة الشعبية وقادتها من الطلبة صغار السن !!
ومشكلة أي ثورة تتلخص في انقسام الثوار إلى شلل وأحزاب بعد هدم النظام القائم ، فلا يوجد خطة للمستقبل بينما الخلافات بينهم على أشدها بين الثوار ، وهذا ما أدى إلى فشل كل الثورات التي شهدها العالم كله منذ بدايات القرن الميلادي الجديد ، حيث رأينا في معظم البلدان نظم استبدادية تخلفها أشد بطشا من تلك التي أطاحت بها الانتفاضات الشعبية.
واختلف الوضع في بنجلاديش الدولة "الغلبانة" ، فقد أثبت هؤلاء الشباب الصغار أنهم رجال على أكبر قدر من المسئولية ، اتفقوا جميعاً على أن يكون زعيمهم حبيب ملايين الفقراء الدكتور "محمد يونس" ووقفوا على قلب رجل واحد .. وكان من أشد المعارضين للنظام السابق .
وأعلن الجيش تأييده لهذا الإختيار. وتعهد لمساندته وبالفعل تولى رئاسة الحكومة ..
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سينجح في قيادة بلده إلى بر الأمان ، وظروفه صعبة جداً وهو يقول علنا .. أنا مش سياسي !
وفشله يعني كارثة جديدة على بلده وربنا يكون في عونه ويحفظه من أعداء الثورة هو والناس الغلابة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق