سين وجيم, الرجل الذي يتبعه نصف مليون

تحدثت إلي حضرتك عن الحوار الذي أجراه أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله مع الإمام الشهيد حسن البنا، ووعدتك بنشر تفاصيله.. يقول والدي في مقدمة حديثه: إركب أي سيارة أجرة وقل للسائق: الإخوان المسلمين يا أسطي ولا تزد! ولن يلتفت إليك السائق ليسألك ماذا تقصد? أو أين عنوانهم? بل سينطلق إلي المكان بإبتسامة لم تعتد تراها من سائقي الأجرة، وربما يرفض أن يتناول منك أجرة التاكسي. وعندما تصل إلي هناك ستري شباب إمتلأت بهم حجرات الدار علي سعتها علي وجوههم نور التقوي والإيمان، وفي عيونهم حماسة الجهاد، وبين شفاههم إبتسامة تدعوا إلي المحبة والإخاء، وهم بعد كل ذلك شباب عصري "مودرن" ليس فيهم هذا الجمود المنفر الذي تراه من رجال الدين المتشددين، بل إنهم شباب واقعي يحدثونك حديث الحياة لا الموت وقلوبهم في السماء ولكن أقدامهم علي الأرض يناقشون مشاكل الحياة، وفيهم من يحدثك في الإقتصاد والقانون والهندسة والطب.
وعلمت أن عددهم يصل إلي نصف مليون إنتظموا في أكثر من ألف شعبة، تجدهم في كل قرية، بل إن القاهرة وحدها فيها 250 شعبة. ولن تملك منع نفسك من التساؤل كيف إستطاع الرجل أن يجمع حوله كل هؤلاء الإخوان? وكيف إستطاع أن ينظمهم كل هذا التنظيم بحيث إذا عطس أحدهم في الأسكندرية، يجد من يقول له في أسوان: يرحمكم الله. وإلي المقال القادم بإذن الله لأذكر لكم الحوار الذي دار بين الإمام الشهيد حسن البنا وحبيبي أبي.