ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 1 سبتمبر 2018

عجائب عبد القدوس - يا صديقي الجميل مليون رحمة عليك


رأيت في رحيل صديقي الجميل المرحوم حسين عبدالرازق القيادي بحزب التجمع خسارة كبيرة! كانت تجمعني به صداقة وثيقة وعلاقة قوية جدا ، وتلك الصداقة يراها البعض تدخل في دنيا العجائب لأن كل منا له إتجاه مختلف عن الأخر تماما، لكن الحب يجمعنا وهذا أمر لا تراه إلا استثناء خاصة في عصرنا النكد لأن الإنسان يصاحب عادة من يتفق معه في أفكاره!
عرفته منذ أكثر من أربعين سنة وتحديدا منذ إعادة الأحزاب السياسية إلى مصر عام 1976. كنت أيامها في ريعان الشباب وبداية حياتي الصحفية ومهمتي تغطية الأحزاب الوليدة! ولذلك عرفت الوفد الجديد منذ نشأته على يد فؤاد سراج الدين باشا، وحزب التجمع بقيادة خالد محي الدين ثم حزب العمل بعد ذلك برئاسة إبراهيم شكري، وربنا يرحم الجميع! وتعرفت على شخصيات عظيمة وتطورت علاقات العمل إلى حب وصداقة مع أطياف مختلفة من كافة الاتجاهات ، ووضعت نصب عيني دوما العلاقات الإنسانية الحلوة، وحرصت أن تكون أقوى من أي خلاف سياسي. ومن أبرز الوجوه التي تعرفت عليها خلال تلك الفترة صديقي الجميل حسين عبدالرازق ، وقد تطورت علاقتي به إلى إعجاب وتقدير بعدما أصبح متهم رئيسي في قضية انتفاضة الخبز عام 1977 ! وازداد إعجابي به من خلال تعارفي على زوجته السيدة "فريدة النقاش" ، لم يكن مجرد زوج وزوجة بل جمعتهم قصة حب رائعة ونضال مشترك وسجون دخلوها سويا. وفي عام 1981 كانت حملة الاعتقالات الشهيرة التي قام بها السادات أواخر أيامه ، وذهبت وراء الشمس ، ووجدت هناك صاحبي العزيز حسين عبدالرازق ، والعديد من الشخصيات السياسية المعارضة التي كنت تعرفت عليها من قبل وعلى رأسهم باشا الوفد فؤاد سراج الدين وعشنا سويا أيام لا تنسى.
وبعد خروجه من السجن أنطلق حسين عبدالرازق كالقذيفة في عالم الصحافة بعدما رأس تحرير "الأهالي" التي تعبر عن عن اليسار، وكان معه صديقي الأخر الجميل "صلاح عيسى" وحققت تلك الصحيفة نجاحا باهرا في عهد الثنائي "حسين وصلاح" ، واقتربت منهما جدا ، وبعدها بدأ تعاون فعلي مع صديق العمر عندما دخلت مجلس نقابة الصحفيين عام 1985م ، وبعدها بسنوات أنشئت لجنة الدفاع عن سجناء الرأي وكنت مقررها وحسين عبدالرازق من أبرز أعضاءها.
واتفقنا واختلفنا كثيرا وبعد ثورة  يناير ذهب كل منا في إتجاه يتناقض تماما مع الآخر خاصة بعدما تطورت الأحداث تطورا خطيرا، لكن ظل حبي الكبير لصديقي العزيز وزوجته لم يتأثر قيد انملة! وكان هذا مثار دهشة الكثيرين عن تلك الصداقات مع اليساريين والناصريين والوفديين! لكنهم والحمد لله بادلوني حب بحب واثبتنا لمصر والدنيا كلها ان الحب الإنساني أقوى من أي خلاف سياسي وربنا يرحمك يا صديقي الجميل مليون رحمة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق