ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - إحسان عبدالقدوس في برج العمالقة بعد مقلب السادات!


المؤكد أن هذا العنوان أثار دهشتك وأنت تتساءل يعني إيه ؟ وبرج العمالقة كان موجودا بجريدة الأهرام ويعرفه العاملون هناك ويقع بالدور السادس من المؤسسة العريقة على يمين "الاسانسير" ويضم مكاتب عمالقة الأدباء في مصر.. توفيق الحكيم ونجيب محفوظ والدكتور يوسف إدريس وغيرهم، ولذلك اشتهر في ذلك الوقت باسم برج العمالقة! ومن حقك أن تسألني وما دخل الرئيس الراحل انور السادات رحمه الله في هذا الموضوع ؟
وأبدأ الحكاية من أولها وقد سبق أن أخبرتك من قبل أن والدي الراحل إحسان عبدالقدوس سبق فصله من أخبار اليوم بسبب شغب أولاده ومشاركتهم في أحداث الجامعات عام 1968 احتجاجا على كارثة حرب يونيو 1967.ولكن بعد عام يعني عام 1969 عاد إلى منصبه من جديد. والسبب أن أنور السادات أسندت إليه مهمة جديدة وهي الإشراف على إصدارات "أخبار اليوم" فطلب من عبدالناصر أن يكون أبي بجانبه لما اشتهر به من مهارات صحفية بالإضافة إلى تألقه كأديب!  ثم ترك السادات أخبار اليوم وأصبح رئيسا للجمهورية بعد وفاة ناصر، وكان من أوائل القرارات التي اتخذها تعيين أبي صديقه رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم! والحق أن الرئيس الراحل أصيب بخيبة أمل في إحسان عبدالقدوس!! كان يريده مثل "هيكل" الذي يكتب خطب عبدالناصر ويبلغه بأخبار الصحافة وما يجري في البلد!! لكن "سانو" وهو الاسم الذي اشتهر به في بيته وبين المقربين منه كان يحرص دوما على أن تكون هناك مسافة بينه وبين حاكم مصر ويكره أن يكون تابعا لأحد حتى ولو كان أنور السادات الذي يعرفه منذ زمن بعيد وتربطه به صداقة بدأت قبل عام 1952.
وفي سنة 1974 خرج الكاتب الكبير مصطفى أمين من السجن بعفو من السادات ، وعاد إلى عمله في الصحافة وأصر "سانو" أن يعود "مصطفى وعلي أمين" إلى بيتهم الأصلي بأخبار اليوم فهم الذين قاموا بتأسيسها عام 1944م ووافق السادات على طلبه بعد تردد وإلحاح من جانب أبي.. وهكذا ترك "حبيبي" أخبار اليوم بعدما مكث فيها سبع سنوات منذ أن تم تعيينه رئيسا للتحرير عام 1966..ملحوظة : السنة المفصول فيها غير محسوبة!! وفي عمله هناك نجح نجاحا باهرا ولأول مرة على مستوى الشرق الأوسط كله يتجاوز توزيع أخبار اليوم المليون نسخة وهو أمر لم يحدث من قبل في وقت كان عدد سكان مصر لا يزيد على أربعين مليون.
وفي عام 1975 أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيين إحسان عبدالقدوس رئيسا لمؤسسة الأهرام العريقة، بعدما غضب من الصحفي اللامع الكبير محمد حسنين هيكل وقام بفصله، وحدث إضطراب شديد بها، وهيكل رحمه الله هو مؤسس الأهرام الحديث ونجح في وضعها في مصاف الصحف العالمية!! وأراد السادات أسم يلتف حوله الجميع، فلم يجد أفضل من إحسان عبدالقدوس. وقبل أبي منصبه الجديد بعد تردد، فقد كان يريد أن يتفرغ للكتابة والإبداع الأدبي! ومن جديد أصيب السادات بخيبة أمل في "سانو" حيث كان يريد حملة تطهير في الأهرام تشمل أنصار هيكل واليساريين ، لكن حبيبي أبي رفض القيام بهذه المهمة!! وفي عام 1976 ألقى السادات خطبة أكد فيها أن الجيش هو الحامي للدستور والديمقراطية الوليدة. وفي أتصال تليفوني أخبره والدي أن تلك ليست مهمة الجيش بل الشعب! وطلب منه السادات أن يكتب رأيه هذا ، فقال له أبي: هذا رأيي وقد أحببت أن أبلغك به فقط! لكن الرئيس الراحل أصر أن يكتب هذا الرأي في الأهرام حتى يعلم الجميع أن هناك ديمقراطية حقيقية وحتى رئيس الجمهورية لا يسلم من المعارضة!! وبعد نشر المقال أصدر السادات قرار بعزله من مؤسسة الأهرام في مقلب ساخن لم يتوقعه من صديقه القديم! وجاء يوسف السباعي رئيسا لمجلس إدارة الأهرام وهو عسكري قديم قام بحملة تطهير كبرى في الأهرام! وبدأ البحث عن مكتب في الأهرام لحبيبي أبي، وبسرعة تم الإستقرار على أن ينضم لبرج العظماء بالدور السادس مجاورا لأدباء مصر المرموقين توفيق الحكيم ونجيب محفوظ والدكتور يوسف إدريس!! ولم يغضب سانو من السادات ، فقد تحقق بهد المقلب ما كان يحلم به من زمان وهو التفرغ الكامل للإنتاج الأدبي وظل هناك 13 سنة كتب خلالها بالأهرام العديد من القصص التي أثارت ضجة حتى توقف عن الكتابة نهائيا عام 1989 بعد مرضه رحمه الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق