ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 11 نوفمبر 2019

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - حريق في قلبها.. أشعل المدرسة!!


صرخة خافتة في ظلام الليل صادرة من مدرسة للبنات. الأهالي الذين يسكنون في المنطقة لا يصدقون الصوت، لكن الاستغاثة تتكرر.. يهرع الناس إلى المدرسة وهم يحملون المشاعل، وقعت إحداها فأدت إلى نشوب حريق في فناء المدرسة، يشتد الخطر على صاحبة الاستغاثة خاصة وأن باب الحجرة مغلق عليها، وأخيرا تأتي المطافئ ويتم إنقاذها بصعوبة حيث تنقل إلى المستشفى مصابة بحالة أنهيار كامل، وما يشبه الشلل في قدميها!!
وتبدأ التحقيقات لمعرفة ما حدث ، وتقول الطالبة بعد أن أفاقت إن مدرسها اعتدى عليها عقب انتهاء اليوم الدراسي، ثم قام بحبسها وأغلق عليها الباب بالمفتاح، وإنها أصيبت بالإغماء ولم تفق إلا في ظلام الليل.
ويتم على الفور القبض على المدرس، وتثور ثائرة أهالي الحي ضده، وتكاد الجموع أن تفتك به وهو داخل إلى سراي النيابة لولا أن أنقذته الشرطة منهم بصعوبة.
وأمام مدير النيابة "سعيد برغوت" يؤكد المدرس براءته ويستشهد للتدليل على صحة أقواله بعدد من زملاءه المدرسين الذين صاحبوه خارج المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي مباشرة.
ومال مدير النيابة "سعيد برغوت" إلى تصديق المتهم، فليس عليه شبهات، من قبل وهو بداهة لا يمكن أن يترك ضحيته داخل المدرسة ويغلق عليها باب الحجرة، فهذا دليل إدانته الأكيدة إذا كان قد أرتكب الحادث حقا.
لكن لماذا أتهمته هو بالذات دون غيره؟؟ سؤال لا يجد إجابة!
ويقرر مدير النيابة من أجل حل هذا اللغز أن يذهب إلى منزل الضحية ليناقشها في أقوالها من جديد ، وكان قراره هذا غريبا بحق.. فوكيل النيابة لا يذهب إلى بيوت المجني عليهم، بل هم الذين يأتون إليه!! واستقبلته الطالبة في بيتها.. البيت في حالة تستحق الرثاء، أخذ مدير النيابة يتأمل وجهها.. ليس فيه مسحة من الجمال، أصرت المجني عليها على صحة أقوالها لا فأخبرها المحقق أنه قرر إحالتها للطب الشرعي للكشف عليها، وهنا بدأ عليها الاضطراب الواضح ، فأمطرها مدير النيابة بالأسئلة وضيق عليها الخناق حتى إنهارت في النيابة وأعترفت ببراءة المدرس. وحكت قصتها.. إنها مريضة تنتابها حالة إغماء بسبب نبذ المجتمع لها، كل اخواتها البنات تزوجن ماعداها رغم أنها في العقد الثاني من عمرها.. فاشلة في الدراسة.. الطالبات في المدرسة يقاطعنها فقد اشتهرت بينهن بأنها فتاة معقدة!! ودائما تجلس وحدها في آخر الفصل منبوذة من الجميع! وفي يوم أصيبت بالإغماء قبل انتهاء اليوم الدراسي مباشرة وسقطت تحت المكان الذي تجلس فيه دون أن يشعر بها أحد ، وفي نهاية الحصة أغلق المدرس باب الحجرة وانصرف دون أن يراها، وعندما أفاقت وجدتها فرصة سانحة للإنتقام من المجتمع كله الذي ينبذها، فاتهمت أنجح مدرس بالمدرسة، وكأنها تريد الانتقام من كل الناجحين في شخصه.
وبعد أن انتهت من رواية قصتها فكر مدير نيابة الساحل في حبسها بتهمة البلاغ الكاذب، لكنه عدل عن رأيه في النهاية نظرا لحالتها السيئة وظروفها الصعبة، فمن واجبه كإنسان أن يطفئ حريق قلبها لا أن يزيد نارها إشتعالا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق