ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

يوم لاأنساه - د. حسام بدراوي : نجحت في حياتي بفضل مصيبة!!


طبيب غير تقليدي ، من رموز المجتمع المدني البارزة في بلادي ، وله أهتمامات واسعة بالعلم والثقافة والسياسة.. أنه الدكتور حسام بدراوي.. وعندما سألته عن يوم لا ينساه في حياته قال: أنا عندي حكاية غريبة ، فقد نجحت في حياتي كطبيب بفضل مصيبة وقعت لي في بداية حياتي العملية، واقرأوا القصة فإنها عجيبة جدا  ..
والحكاية من أولها أنني كنت دائماً من المتفوقين في كلية الطب، وكان حلمي التخصص في جراحة المخ والأعصاب ، ولم يكن عندي شك في تحقيق ما أحلم به.. وكانت المفاجأة الكبرى عند ظهور النتيجة.. كنت من العشرة الأوائل ، وحصلت على امتياز في العلوم كلها عدا المادة التي أعشقها ، وكان تقديري فيها "جيد " فقط.
ورأيتها "مصيبة" بكل المقاييس حتى أن أهلي وأقاربي وأصدقائي توقفوا عن تهنئتي بتخرجي بتفوق! بعدما رأوا "شدة زعلي".. وكأن لسان حالي يقول لهم: قدموا لي التعزية بدلا من التهنئة!!
وبحثت عن السبب وراء ما حدث فأكتشفت غبن شديد!! حصلت بإحدى امتحانات الشفوي في مادتي المفضلة على خمس درجات فقط من خمسين درجة .. يعني ساقط بجدارة.. مستحيل طبعا.. إنه الظلم بعينه.
وكان قراري الهجرة نهائيا من مصر ، وراسلت عدة جامعات ، وقبلتني بالفعل جامعة "ميتشجان" الأمريكية ، وخلال هذه المدة تقدمت للالتحاق بوظيفة طبيب مقيم بالقصر العيني لحفظ حقي ليس إلا، وأخترت أمراض النساء كرغبة أولى حيث أن أخي الكبير الدكتور "حمدي" يعمل في هذا المجال ، وكانت رغبتي الثانية علاج طبيعي.
وللمرة الثانية أتعرض لظلم فادح.. تجاهلوا رغبتي الأولى ، وأعطوني الثانية!! يعني دكتور في العلاج الطبيعي.
وذهبت إلى إدارة الكلية محتجا على هذا الظلم ، قابلت مدير المستشفيات، وهو شخصية جادة جدا ، وفي ذات الوقت أستاذ للجراحة.. مادتي المفضلة التي حرموني من التخصص فيها! ولم أجده متعاطفا معي، وقال لي بطريقة جافة: نحن لا نخطئ! أنت مكانك العلاج الطبيعي!
وخرجت من عنده ساخطا متبرما، راغبا في السفر إلى أمريكا في أقرب وقت! لكنني لم استسلم.. ذهبت إلى عميد الكلية الدكتور "حسن حمدي"، الذي كان واسع الصدر معي، وبحث شكوتي بدقة، وتأكد أن درجاتي تسمح لي بالالتحاق بأمراض النساء والولادة.. وفعلا تسلمت وظيفتي من باب رفع الظلم أما عقلي وقلبي فمع جراحة المخ والأعصاب.
وكانت المفاجأة أنني رأيت في تخصص أمراض النساء والولادة عالما جديدا، وما أعظم أن تساعد الأمهات في الإنجاب ، وأن ترى قدرة ربك في كل يوم.
وأحببت عملي الجديد، ونسيت عشقي القديم، ونجحت وأصبحت طبيبا معروفا في تخصصي، وسافرت بعد ذلك إلى ميتشجان بأمريكا لاستكمال الدراسات العليا ، لتأكيد تفوقي كطبيب، والعجيب أنه ذات المكان الذي قررت اللجوء إليه من قبل هربا من مصر! مفارقة عجيبة.. شكرا لك يا رب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق