عجائب عبد القدوس - ذكرى أجمل يوم في حياة كاتب الحب والحرية

إذا طلبت مني حضرتك تلخيص والدي إحسان عبدالقدوس رحمه الله في كلمتين لقلت لك أنه كاتب الحب والحرية.. الحب بمعناه الشامل الذي لا يقتصر فقط على العاطفة النبيلة بين الرجل والمرأة بل يشمل حب الوطن والعمل والناس وكل أنواع الحب الأخرى ، وهو أفضل من عبر عن مشاعر المرأة ودعى إلى تحريرها من التقاليد الشرقية وعقلية سي السيد وإعطاءها حريتها لتكون صاحبة قرارها، ولم تقتصر دعوته إلى الحرية على سيدتي وحدها ، بل دفع الثمن ودخل السجن لأنه طالب بالحرية والديمقراطية وحرية الصحافة ، وكان ذلك عام 1954 في مواجهة الاستبداد السياسي الذي بدأ يفرض وجوده على بلادنا ويكشر عن أنيابه.
وفي هذه الأيام تمر ذكرى أجمل يوم في حياة حبيبي أبي ، كتب بخط يده يقول لحبيبة العمر: أنت وأنا ولدنا اليوم، لم تكن لنا من قبل، ولن تكون لنا حياة إلا معا.. أنت كل الحياة وحبي. التاريخ 5 نوفمبر الإمضاء :"سانو"! والمناسبة عيد زواجه، وقد تزوجها عام 1943 وعاشت معه أمي العظيمة 46 عاما وشهران وستة أيام حتى وفاته في يناير عام 1990.. وفرغت حياتها كلها له، وكانت مسئولة عن كل شيء في حياته حتى يتفرغ للكتابة والإبداع.. وترى نجاحها في نجاحه فهي جزء منه وليست شخص آخر ، وتعرف كيف تدير منزلها وتستثمر الامول التي تأتيها منه!! وله كلمة مشهورة عنها يقول فيها : "لولا لولا ما نجح سانو"، فاسمها الحقيقي لواحظ وتنتمي إلى عائلة المهلمي، لكنه كان يناديها دوما باسم "لولا" بضم اللام! وإحسان لم يكن معروفا في منزلنا بل كانت تناديه باسم "سانو" !
ودوما كان يعترف بفضلها عليه ويقول : "لولا لولا ما نجح سانو"، وربنا يرحم الجميع أو "لولا وسانو".