ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 4 فبراير 2020

صورة من قريب: سناء البيسي كاتبة متألقة من أرض الكنانة


* تلميذة متفوقة لعمالقة الصحافة المصرية.. التوأمان مصطفى وعلي أمين، محمد حسنين هيكل، أحمد بهاءالدين.
* أصبحت رئيسة لقسم المرأة في أهم جريدة مصرية وعمرها 17 سنة.
* الشخصيات التي تكتب عنها تصيبها بالتعب والمرض!
الكاتبة المتألقة "سناء البيسي" لها وضع خاص في أرض الكنانة، فهي من بين نساء حواء تمتاز بقلم رشيق، ويقبل على قراءة ما تكتبه آلاف القراء، وتعتبر من أبرز الصحفيات في مصر ، ولها في "الأهرام" حاليا صفحة أسبوعية تقدم فيها شخصية تركت تأثيرا في مجالها تكتبها بأسلوب سلس جذاب وممتع، والجدير بالذكر أنها قامت بتأسيس مجلة "نصف الدنيا" التي تتبع مؤسسة الأهرام في فبراير سنة 1990، وتهتم بكل ما يخص الجنس الناعم، وجاءت تلك المطبوعة بشكل مختلف عما هو موجود في السوق المصري ، فكانت إضافة حقيقية لصاحبة الجلالة الصحافة.
واستمرت سناء البيسي في رئاسة مطبوعتها لمدة خمسة عشر سنة حتى عام 2005، وبعدما أصبحت كاتبة متفرغة في أقدم جريدة مصرية أو الأهرام.
    ..البدايات..
سألت الكاتبة المتألقة عن سر موهبتها، فأرجعت الفضل إلى والدها المرحوم "حسين حسن البيسي"، وتتسع ابتسامتها وهي تتحدث عنه قائلة : والدي خريج كلية الحقوق وكان مديرا للآثار العربية الإسلامية ، وله عدة مؤلفات في الفقه والشريعة، وصاحب مكتبة إسلامية رائعة تضم العديد من أمهات الكتب والمخطوطات إلى جانب كتب الأدب القديم منه والحديث، وكان دوما يشجعني على القراءة، وأتذكر أنه كان يجلسني إلى جواره قبل أن أبلغ الخامسة من عمري لأقرأ له الجريدة وأنا لا أدرك مما أقرأه شيئا! ولم يكن يحجب عني أي كتاب حتى أذكر أنني قرأت "ألف ليلة وليلة" الأصلية المعدلة قبل أن أكمل العاشرة من عمري ، وقرأت مبكرا جدا للزيات ولطفي السيد وبنت الشاطئ ، ورحلات عبدالرحمن عزام، وفي بيتنا كانت هناك مجلات شتى من مختلف الألوان والاصناف مثل اللطائف المصورة، والمختار والفصول وغيرها الكثير ، وتفوقت منذ صغري باللغة العربية خاصة الإنشاد وحصلت على جوائز عدة في مدرستي "العباسية" الابتدائية والثانوية! كنت شاطرة جدا في التعبير بالقلم منذ الصغر ألا أنني طوال عمري على خصام مع الرياضيات والهندسة حيث لم أكن أحوز إلا على الدرجات الصغرى التي بالكاد تعطيني درجة النجاح.
  ..أمي تكتب قصص.. 
وبعد الحديث عن الأب أنتقل الحديث عن الأم، وفضلها كبير لا ينكر.. تقول هناك عنها سناء البيسي :  أمي رحمها الله اسمها "دينا نور" .. ست بيت من الطراز الأول ، ترعى زوجها وبناتها الثلاث..
ملحوظة : أنا البنت الوسطى بين "آمال" الكبيرة ، و"بثينة" آخر العنقود.
وكانت "ست الحبايب" سيدة مجتمع، مثقفة وتحب القراءة والكتابة.. تكتب القصة وتوقعها باسم مستعار، وتشجعني على القراءة، وتحلم بأن أكون كاتبة في يوم من الأيام.
 ..نداء من بئر السلم حدد مستقبلي..
وتقول سناء البيسي : حصلت على مجموع 73% ، ويعتبر في هذا الوقت تفوقا ملحوظا احتفلت به العائلة ، وجلب لي الهدايا، وحاليا لا تستطيع أن تدخل بتلك الدرجات أية كلية من كليات القمة، فالدنيا تغيرت! وقدم أبي أوراقي إلى كلية الحقوق بجامعة عين شمس القريبة من بيتنا في العباسية ، فهو يريد أن أكمل مسيرته القانونية واعتبرت هذا الأمر مفروغا منه خاصة وأن جميع الكتب والمؤلفات التي تتعلق بالقانون مصطفة في مكتبة بيتنا!
وفي أحد الأيام وقبل بدء العام الدراسي بأيام وجدت جارتي ورفيقة الطفولة الصديقة العزيزة "صافيناز كاظم" تأتي إلى بيتنا وتناديني من بئر السلم بأنه قد تم افتتاح قسم جديد للصحافة بجامعة القاهرة ، وهذا النداء حدد مستقبلي، فلم أفكر لحظة، بل تركت أوراقي بالحقوق ، وذهبت بأوراق جديدة للصحافة التي أحبها ، وكان ذلك سنة 1954م.
..إنتقدت عملاق الصحافة فتحقق حلم حياتي..
وتقول الكاتبة المتألقة : الدراسة بالكلية شملت مواد متعددة، ومن بين أستاذتي الذين أتذكرهم بكل خير الدكتور محمد مندور، والملكة دينا الزوجة الأولى للملك حسين وكانت تقوم بتدريس اللغة الانجليزية ، والدكتورة عائشة راتب للقانون، والعالم النفسي الكبير الدكتور يوسف مراد. ومن أهم أستاذتي عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين رحمه الله ، وكان تأثيره ضخما على مستقبلي. وفي أول لقاء وبعد أنتهاء محاضرته طلب منا أن نكتب خبرا عن هذا اللقاء، فكتبت أنني لم أفهم شيئا من كلامه بسبب "سيجارته" التي لم تفارق فمه، وأعطيته ورقتي تلك وفي اليوم التالي كافئني على ذلك لأن إجابتي لفتت نظره، فأرسل يستدعيني لأتدرب في مؤسسة أخبار اليوم التي يرأسها مع شقيقه ، وهكذا درست الصحافة نظريا وعمليا وتحقق حلم حياتي.
  ..سريعا إلى القمة.. 
وتقول كاتبتنا المتألقة : من فضل ربي أنني وجدت من يأخذ بيدي في عالم الصحافة، فقد كنت أدرس وأعمل في ذات الوقت بمؤسسة أخبار اليوم ، وصدق أو لا تصدق كان عمري 17 سنة وطالبة في سنة أولى بالجامعة عندما أسند لي التوأمين مصطفى وعلي أمين ومعهم أستاذي أحمد بهاءالدين صفحة كاملة في أخبار اليوم عنوانها "قيل وقال" وبعدها توليت رئاسة قسم المرأة لأقوم بتحرير ملزمة خاصة بها في آخر ساعة باسم النصف الحلو، وكانت سنوات من أجمل وأثمر سنوات حياتي، وكنت أشعر بالخجل حيث كان تحت رئاستي سيدات في عمر أمي، ولذلك حرصت على معاملتهن بمنتهى اللطف.
وتضيف قائلة : وفي أوائل الستينات من القرن العشرين الميلادي انتقلت إلى الأهرام بعدما توارى نفوذ أستاذتي الذين شجعوني أقصد التوأمين مصطفى وعلي أمين وسيطر الشيوعيين على مؤسسة أخبار اليوم الجميلة ففقدت بريقها، وفي الأهرام لقيت كل تشجيع من الأستاذ محمد حسنين هيكل، وهكذا كان حظي "حلو" أنني كنت تلميذة لعمالقة الصحافة المصرية على أختلاف اتجهاتهم.
..أول حفل زفاف جماعي..
وتقول سناء البيسي : هناك العديد من الموضوعات التي كتبتها وأعتز بها ، وأتذكر خاصة حواري مع توفيق الحكيم كاتب مصر العظيم عليه ألف رحمة ، وكنت قد ألتقيت به عقب وفاة زوجته، ونشر الحديث على صفحتين بالأهرام ، وأعتز خاصة أنني كنت من وراء إقامة أول حفل للزفاف الجماعي في مصر ، وقد أقيم على أرض أستاد القاهرة ، وتوالت الحفلات من هذا النوع في مختلف المحافظات والأماكن ، ولا أنسى بالطبع تجربتي في مجلة نصف الدنيا التي قمت بتأسيسها وتوليت تحريرها لسنوات طويلة حرصت خلالها على تشجيع كل موهبة إقتداء بما حدث معي في بداية حياتي الصحفية ، وتخرجت من مدرسة نصف الدنيا باقة على أعلى مستوى من الصحفيات والصحفيين أثروا الحياة الصحفية في مصر.
..شريك العمر طلب أن يرسمني..
واتسعت ابتسامتها من جديد وهي تتحدث عن شريك عمرها الفنان "منير كنعان".
تقول عنه: عندما لقيته أول مرة قلت هذا هو الرجل الذي كان يسكن حلمي وضميري وبالي.. كان وقتها كبير الرسامين بأخبار اليوم وعاشق للفن إلى أبعد الحدود، وعندما لقيته لأول مرة طلب مني أن أجلس أمامه ليرسمني، فقد رآني لوحة جميلة! وتزوجنا في سنة 1963، وأنجبت منه إبني الوحيد "هشام"، وأنا حاليا جدة لثلاث أحفاد هم قرة عيني.. "نورا وحسين وعمر".. وأمسك الخشب!
..الشخصيات تقفز إلى قلبي وعقلي!..
وعن الهوايات التي تعشقها تقول:
* أحب جدا الخيل وزيارة الأسطبلات، وزمان أيام الشباب كنت من المتفوقات في رياضة الفروسية.
* هواية الرسم، وبالطبع زوجي الراحل له دخل كبير في هذا الحب.. وعندما أرسم أشعر أنني في فسحة ومستمتعة بوقتي وسعيدة.
* عفريت الكتابة، ولا أستطيع التخلي عنها، لكنني أشعر بالمعاناة عكس الرسم، ومع ذلك أحب هذا التعب، والشخصيات التي أكتب عنها ترهقني وتتعبني وتمرضني لأنني أقرأ عنها الكثير، وألتقي بكل من يعرف عنها معلومة وأدور في فلكها ولا أقوم بإختيارها، وإنما هي التي تختارني وتقفز إلى قلبي وعقلي ووجداني!! 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق