ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 3 فبراير 2020

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - يشكر الشرطة على حبسه!!


اللواء محمد الشاعر عمل في مجال الشرطة سنوات عدة جاوزت الثلاثين عاما، ووصل إلى أعلى المناصب ، لكنه لا ينسى أبدا ذلك الحادث الذي وقع عندما كان ضابط مباحث بأحد الأقسام بقلب القاهرة!
فنهاية تلك القصة لم تحدث من قبل ولا من بعد كمان!!
البداية جريمة قتل حيث وجدت سيدة مذبوحة في حجرة نومها! حامت الشيهات بقوة حول أحد جيرانها، فهو شاب سيئ السمعة! وزوجها الذي كان خارج القاهرة ليلة وقوع الحادث إتهمه صراحة ، وقال أنه كان يغازل زوجته لكنها كانت تصده بقوة، وتشاجر معه لهذا السبب وعمل له محضرا في قسم الشرطة! وشهد الجيران إلى جانب الزوج بأن هذا الشاب فاسد أخلاقيا ، وأضافوا أنه كان يشرب المخدرات!!
ولم يستطع من تحوم حوله الشبهات أن يبرر أين كان ليلة الحادث حيث زعم أنه كان مع أصحابه في أحد المقاهي، لكن تبين أنه يكذب! وبواب العمارة قال أنه لم يغادرها!!
وفشل المتهم في تحديد المقهى أو أن يشهد أحد لصالحه من أصحابه ، وقررت النيابة بحبسه!!
وكان يمكن لضابط الشرطة أن يغلق هذا الملف ويستريح فهناك مليون دليل ضد صاحبنا هذا ، لكن ليس هناك أثر من دماء القتيلة على ملابسه وهذا أمر غريب!!
وظلت هذه القضية تشغل باله إلى أن وقع في قبضته لص محترف اعترف بجرائمه ومن بينها قتل هذه السيدة بعد أن فشل في سرقة منزلها حيث وجدها مستيقظة!!
وتم الإفراج عنه المتهم الذي حامت حوله الشبهات، وبعد إطلاق سراحه أختفى وكأنه فص ملح وداب!!
وبعد عدة شهور فوجئ ضابط الشرطة بهذا الشخص يدق عليه أبواب مكتبه قائلا له : هل تذكرني؟ وكان الرد: طبعا! وهل يمكن أن أنساك ؟؟ قال له "القاتل البريء": أنا جئت لأشكرك!! وأصيب الضابط بالدهشة من هذا الكلام ، وقال له : تعبت نفسك وجئت لتشكرني على أنني لم استرح لحبسك وبذلت جهدا حتى ألقيت القبض على المجرم الحقيقي!! وفوجئ بما لم يخطر على باله أبداً حيث كان الرد: بل جئت لأشكرك على حبسي!! وبالطبع أصيب الضابط محمد الشاعر بالدهشة الشديدة قائلا : معقول.. هل هناك إنسان في الدنيا يكون سعيد بدخوله السجن؟! قال له المتهم السابق: أنا!!
وشرح وجهة نظره قائلا : أنا شاب متمرد على والدتي وكانت غير راضية عني وتتهمني بسوء السلوك لدرجة أنها في مرة دعت علي!! وعندما دخلت السجن قلت: هذا بفضل دعوات أمي!! واستيقظ ضميري! وكان أول ما فعلته بعد إطلاق سراحي السفر إلى الصعيد حيث تقيم أمي، وقمت بتقبيل يديها وقدميها كمان!! وعند عودتي إلى القاهرة سكنت في شقة جديدة بعيدا عن المشاكل ووجع الدماغ وقررت تغيير حياتي بالكامل ودخولي السجن كان نقطة التحول!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق