ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 26 يناير 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - الكاتب الكبير مورد أسلحة!!



من فضلك أوعى تظن حضرتك أن عنواني هذا مبالغ فيه، وأنه مجرد فرقعة صحيفة!! إنها حقيقة تدخل في دنيا العجائب، وحبيبي أبي رحمه الله بدأت شهرته الصحفية بقضية الأسلحة الفاسدة!! 

والجدير بالذكر أنه تعرض لمحاولة إغتيال بسبب كتاباته عن تلك القضية، وسمحت له الداخلية بعدها أن يحمل مسدسا دفاعاً عن نفسه ورفض أن يحمله وأعطى هذا السلاح لشريكة العمر لتدافع عنه عند اللزوم فكيف يكون بعد ذلك مورد سلاح، كما جاء في عنوان موضوعي وهو يخاف من الأسلحة. 


وعندما أرجع إلى ذكريات حبيبي أبي نجده يقول أن تلك الحكاية ترجع إلى عام 1951 بعد إلغاء "النحاس باشا" معاهدة 1936 مع الإنجليز، وكثرت في تلك الفترة المنظمات الفدائية التي تحارب المحتل البريطاني، واخترت الانضمام إلى منظمة "خالد بن الوليد" الفدائية التي يرأسها "عزيز المصري", وهي شخصية عسكرية عظيمة المقام ومحل احترام من الجميع، وتوليت  منصب أمين صندوق المنظمة، وأسند لي تدبير مواردها، وإمداد شبابها المناضل بالمال والطعام والسلاح والذخيرة، وتحولت روزاليوسف وقتها إلى مخزن للسلاح به كل أنواع الأسلحة وصناديق للذخيرة الحية. 

ويضيف قائلاً: ورغم أنني أخاف من الأسلحة ألا أنني كنت أجلس في مكتبي وحولي عشرات المدافع ومئات البنادق وكلي اطمئنان وهدوء وكأنني أجلس وسط حديقة من الزهور والورود الجميلة، بل ووصل حماسي لهذا الأمر أنني قمت بأغرب رحلة في حياتي حيث سافرت إلى الصعيد بصحبة صديق لكي نجمع كل ما نستطيع الحصول عليه من السلاح والذخيرة من تجار الأسلحة المنتشرون في الوجه القبلي، وهكذا عملت دون أن أدري مورد للأسلحة لمنظمة خالد بن الوليد، وهو أمر لم يخطر يوماً على بالي أبدا ولو في الأحلام!! 


ومن يقرأ سيرة الكاتب الكبير رحمه الله بدقة يلاحظ أنه في شبابه خاصة لم يكتفي أبدا بدوره كصاحب قلم مرموق، بل كان يسعى للإتصال بمختلف المنظمات الثورية وإن حرص دوما على الاحتفاظ بإستقلاله، ودوره كبير ومعروف في تهريب المناضل الثوري "حسين توفيق" الذي قام بإغتيال  "أمين عثمان" المتهم بالتعاون مع المحتل البريطاني، ووافق حبيبي أبي دون تردد أن يستضيف هذا الثائر في بيته بعد هروبه من المستشفى التي كان يعالج فيها ورصدت الحكومة وقتها مبلغ خمسة آلاف جنيه لمن يرشد عن قاتل أمين عثمان.

(ملحوظة): "أضرب هذا الرقم في عشرة لأن فلوس زمان غير دلوقتى خالص".

ووجهت تحذيراً شديداً لكل من يأويه، لكن إحسان عبدالقدوس لم يبال بالمخاطر الشديدة التي تحيط به، وظل المطلوب للبوليس في بيته حتى تم تهريبه إلى الخارج. والجدير بالذكر أن الرئيس الراحل "أنور السادات" كان المتهم السابع في تلك القضية، ومن هنا جاء تعارفه على أبي قبل قيام ثورة 23 يوليو، وعن طريقه تعرف على العديد من الضباط الأحرار الثائرين على الحكم الملكي.

 وهكذا حبيبي في شبابه، إنسان ثوري وليس مجرد كاتب أو صحفي.

ومن هذه الحكاية استمد قصته الشهيرة "في بيتنا رجل" التي لقيت نجاحاً عظيماً سواء عند نشرها أو في السينما. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق