ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 31 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - هل حضرتك على استعداد للقاء ربك




إنه موضوع شخصي ومأساة عائلية، لكن فيها العديد من الدروس والعبر للدنيا والآخرة.

عندنا في العائلة إنسانة رائعة متزوجة وعايشة في "النبات والنبات", وانجبت من زوجها الجميل طفلين! وفجأة وقع ما لم يخطر على بال أحد أبدا، ففي مساء الأربعاء الماضي كان شريك العمر عائدا إلى بيته بمصر الجديدة وبعدما "ركن" سيارته عبر الطريق للوصول إلى العمارة التي يسكن فيها في الجهة المقابلة فوجئ بسيارة مسرعة تطيح به، ولبى نداء ربه وذهب إلى الحياة الأخرى بعدما ترك الدنيا في ريعان الشباب. 

خالص العزاء أقدمه إلى سيدتي الجميلة ارملته المنكوبة وإلى والدها وهو ليس فقط قريبي بل صديق عزيز منذ الطفولة. 


وأول درس من هذه المأساة هو التساؤل الذي وضعته عنوان مقالي: هل حضرتك على استعداد للقاء ربك، أم أن التفكير في الآخرة لا يشغل بالك وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب لقد مات صاحبي فجأة، وكل إنسان معرض لهذا الأمر، خاصة منذ السنة الماضية حيث انتشر وباء فتاك يحصد الأرواح راح ضحيته العديد من الشباب وليس العواجيز فقط. وحضرتك عارف وأنا كمان إزاي ربنا يكون راض عنا، بحيث عندما نلقاه يكرمنا ونفوز بنعيم الآخرة فلا داع للكلام الكثير في هذا الموضوع.

والأمر الثاني يتمثل في أنه مطلوب من كل منا أن يكون "إنسان قدري" يعني يؤمن بالقدر خيره وشره! فهناك أمور تقع في الدنيا تجعل الإنسان يكاد يفقد عقله ويسخط على القدر ويبقى زعلان من ربنا!! إياك أن تقع في هذا المحظور، وعلينا أن نقول عقب كل مصيبة كما تعلمنا إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن يدري حكمة السماء من هذا البلاء الذي جرى! لكنني واثق أن هذا الإنسان العزيز الذي ذهب للقاء ربه تنتظره مكافأة حلوة في الآخرة، فقد كان إنسان زي الفل بشهادة الجميع، وصفه أحد المقربين منه قائلا: "أدب وأخلاق الدنيا كانوا فيه..ربنا يرحمك يا حبيبي ويصبر أهلك وحبايبك". وقال الآخر إنسان فيه كل الصفات الحلوة على خلق بمعنى الكلمة "أحسن أبن" ،"وأحسن زوج", "وأحسن أب" ،حنون وكريم.

وإذا جئنا إلى دروس الدنيا نجدها ثلاث..

 أولها أن ما جرى في حي مصر الجديدة يحتاج إلى إعادة نظر، وحتى وقت قريب كان يتميز بالهدوء والجمال، لكن كل هذا راح وشقت طرق سريعة تجري فيه السيارات بأقصى سرعتها، وأصبح عبور المشاة للشوارع بمثابة مغامرة، فلابد من توفير الضمانات لهم ووضع مطبات تحد من سرعة السيارات المجنونة والبحث في إقامة كباري علوية لسهولة التنقل دون خطورة لمن يسير على قدميه. 

والأمر الثاني يتعلق بسرعة عقاب الجاني، لأنه في معظم الأحيان تأخذ قضية القتل الخطأ وقت طويل جداً، ولا يصدر حكم نهائي ونافذ إلا بعد سنوات. 

وهناك ثالثا أهمية النظر في أوضاع المستشفيات بحيث يكون عندها تعليمات صارمة بعلاج كل من يصل إليها في حالة خطرة فوراً، سواء أكان مريضاً أو في حادث فقد علمت أن المتوفى الذي أكتب عنه ظل ينزف في المستشفى ساعتين دون رعاية حتى فقد وعيه ومات، .

وأخيراً أقدم خالص العزاء إلى سيدتي "عائشة" وهذا هو أسمها، وإلى صديقي والدها، وعليكم بالصبر الجميل يعني الرضا بقضاء الله وقدره وهو يختلف عن الصبر الذي فيه تبرم وسخط! والصبر الجميل صعب جدا خاصة إذا كان المتوفى إنسان جميل كما في حالتنا، لكن جزاء هذا الصبر ما قاله القرآن الكريم.."إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"!  يعني مكافأة كبيرة جداً. وربنا يكون في عونهم على هذا الصبر المؤلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق