ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 24 يناير 2021

شخصيات في حياتي - عندما يحتفل الدين بالفن ويمتزج معه!



أراهن أن عنوان مقالي أثار دهشتك وحضرتك تسألني: إزاي يحتفل الدين بالفن مع أن الكثيرين من رجال الدين يؤكدون حرمته لما يحتوي عليه من كلمات وأوضاع خادشة للحياء ومناظر منافية للآداب وأخلاقيات المجتمع!! وهذا التناقض يعمل صديقي العزيز "بطرس دانيال" على إزالته، وهذا الرجل من أهم أصدقائي المسيحيين، حلو المعشر دائم الإبتسامة، وهو راهب وفي نفس الوقت يشغل منصب رئيس المركز الكاثوليكي للسينما منذ سنوات بعيدة. 

وابونا بطرس دانيال الراهب المتميز والمتفرد الذي لا تجد مثله إلا نادراً بين علماء الدين ولد عام 1967 بمدينة الإسكندرية، وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية والفلسفية عام 1994م، ثم ماجستير في الإعلام من روما عاصمة إيطاليا سنة 1998م، وهو راهب فرنسيسكاني ينتمي إلى الرهبنة الفرنسيكانية، وصديقي العزيز عازف بيانو، وقاد كورال كنيسة سان جوزيف بوسط البلد منذ عام 1990 وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وقاد بالعزف مع كورال الكنيسة في المدن الأوروبية وحصد العديد من الجوائز. 


  (السينما النظيفة تكسب) 


هناك العديد من أهل الفن لا يؤمنون بما يسمى بالسينما النظيفة، وعندهم الفن لا علاقة له بأخلاقيات المجتمع، بل الفن للفن!! وهذا الكلام أرفضه وأراه تطرف يقابله تطرف مضاد: الفن كله حرام.

وقد تصدى صديقي بطرس دانيال للمتطرفين بأنواعهم بتقديم فن راقي وسينما نظيفة، والمركز الكاثوليكي للسينما الذي يرأسه يقيم سنوياً مهرجان سينمائي للأفلام الحلوة التي تخدم المجتمع، وهذا المهرجان هو الأقدم في منطقة الشرق الأوسط كلها إذ يقام منذ عام 1952 فهو من أقدم المهرجانات الفنية ببلادنا، وهو لا يمنح جوائزه إلا للأفلام التي تتميز بمستواها الفني الراقي وجمال في الأداء ولا يكفي هذا بل لابد أن تدور أفكارها وموضوعاتها حول قضايا تهم المجتمع وتفيده ويكون لها تأثير إيجابي على الجمهور بعيداً عن الأفكار الشاذة والإثارة الفجة أو تلك التي يشوبها العنف. 

ولأنه مهرجان صادق وموضوعي ولا يعتمد على الشللية في منح جوائزه، فتجده محل إهتمام واسع من الفنانين والوسط السينمائي كله وحتى من الذين يعارضون مبدأ السينما النظيفة!! 


ويعجبني في صديقي الأب بطرس دانيال أنه وثيق الصلة بالفنانين تجده معهم في كل الأزمات التي تمر بهم خاصة، فإذا مرض أحدهم يسارع إلى السؤال عنه، فهو يقدم بطريقة عملية صورة حلوة لرجل الدين كما ينبغي أن يكون، وربنا يكثر من أمثاله بين المسيحيين والمسلمين فهو قدوة للجميع. 

والصديق العزيز ترك منزله وأسرته إلى الدير منذ أن كان في الحادية عشر من عمره، وهو لا ينسى أبدا الشخصيات التي علمته أخلاقيات الدين الحلوة مثل راهب من كرواتيا اسمه "جاكمو" وهو خياط الدير، وكانت الإبتسامة لا تفارق وجهه، وابونا ميكلانيو معلمه المباشر لسنوات والدكتورة "مارجريت طوس" من المجر أستاذة الفن القبطي التي شجعته على تعلم الموسيقى، ويسبق هؤلاء جميعاً بالطبع والده "دانيال نصيف" ووالدته "ماريا إسحاق"، وربنا يرحم الجميع. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق