في عام 1955 بدأت فكرة عيد الأم على يد أصحاب جريدة أخبار اليوم مصطفى أمين وتوأمه علي أمين، ولقي هذا الإحتفال رواجاً هائلا ونجاحا عظيماً، وهو ولاشك من أنجح الأعياد المصرية ولا ينافسه في ذلك سوى "شم النسيم", وحاول البعض تغيير طبيعة ذلك العيد دون جدوى ليشمل الأب أيضاً واطلقوا عليه عيد الأسرة، لكن سرعان ما ماتت هذه الفكرة، وعاد عيد الأم ليحتل مكانة كبرى في قلوب المصريين.
والجدير بالذكر أن أم التوأمين مصطفى وعلي أمين تمت بصلة قرابة مباشرة إلى زعيم مصر الخالد سعد زغلول فهي ابنة شقيقته، وقد تربت مع أولادها في بيته أو بيت الأمة كما كان يسمى لأن أمها ماتت في سن مبكرة. وعن أمه يقول المرحوم مصطفى أمين: أمي أسمها رتيبة وكنت أشعر مع توأمي في طفولتنا أن ست الحبايب شديدة معنا! فمثلا علمت السفرجي الذي يعمل في بيتنا أن لا يحضر لنا كوب ماء إلا إذا قلنا له "من فضلك" فإذا قدم لنا الطعام ولم نقل له "ميرسيه" فمن حقه أن يسحبه، وهكذا لكل من يقدم لنا خدمة.. "من فضلك وميرسيه" وكنا نرى في هذه التعليمات شدة لا مبرر لها لكننا تعودنا عليها حتى أنني عندما أسافر إلى أوروبا وامريكا حيث توجد مصاعد تفتح أوتوماتيكياً أقول للمصعد "ميرسيه"!!
وعلمتنا أمي أن نقف دوماً احتراماً لكل من هو أكبر منا. .وكنت أقف مع توأمي علي أمين في كل مرة تدخل فيها أمي الغرفة وتخرج، ولو دخلت وخرجت مرات عدة! وهكذا أمضينا طفولتنا وشبابنا واقفين!
وكانت رحمها الله قوية الملاحظة تذهلنا بإكتشافها كل "شقاوة" نقوم بها. وكنا نسميها "شارلوك هولمز" ذلك الشرطي الانجليزي المشهور الذي كان يكتشف الجرائم بمهارة أسطورية!! رحمها الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق