ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 4 مارس 2021

عجائب عبد القدوس - لك يا سيدتي - آه من تقاليد الشرق!!



رأيتها ثائرة لأن أبنها متعثر في دراسته، حاولت تطييب خاطرها قائلا:"ابنتك الشاطرة أراها توزن الأمور قليلاً، وتقوم بتعويضك عن خيبة شقيقها"!! 

فوجئت بها تقول: يا ليت الأمر كان معكوسا.. الولد ناجح، والبنت خيبة!! وعندما سألتها عن وجهة نظرها في هذا المنطق العجيب قالت: ابنتي في كل الأحوال ستتزوج، فإذا فشلت في الدراسة فهذا الأمر يدعو للأسف، لكنه أقل خطورة من فشل الولد في دراسته. 

ولم أشأ مجادلتها لأنني قدرت حالتها النفسية السيئة، لكنني رأيت الكتابة في هذا الموضوع الذي أراه يدخل في دنيا العجائب لأنه يشكل ظاهرة، وليس بالرأي الشاذ أو الفردي أبدا.. تعليم البنت "مش مهم" لأن مستقبلها معروف سلفا.. عروسة ثم زوجة وبعد ذلك أم لبنين وبنات، وهذه العقلية مستمدة من تقاليد الشرق التي ترى أن المرأة دورها ثانوي في المجتمع، ومكانها الطبيعي داخل جدران منزلها ومهمتها الإنجاب وخدمة سيدها الرجل، فلا يهم بهذه العقلية أن تكون جاهلة أو متعلمة، وربما كانت الأولى أفضل عند هؤلاء لأن الفتاة الجامعية من وجهة نظرهم كثيرا "ما تناكف" زوجها، ولا تطيعه طاعة عمياء!! 

والفتاة الجامعية شروطها صعبة في الزواج! ولا يعجبها العجب، وعندها خبرة ووعي بالدنيا، فيصعب في هذه الحالة أن تكون أداة طيعة في يد الرجل، عكس الفتاة "الخام" التي لم تكمل تعليمها، وهذا المنطق مرفوض تماماً من وجهة نظر التدين الصحيح، الذي يجعل العلاقات القائمة بين الزوجين شراكة وإحترام وليست على طريقة "سي السيد"، ولا فارق بين زوجة متعلمة وأخرى لم تكمل تعليمها!! 

وآه من تقاليد الشرق. !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق