ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 8 مارس 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - محاولات إغراء وإرهاب أبن الست!!




أخبرتك من قبل أن حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله كان شاباً ثوريا منذ نعومة أظافره، وهذه الثورة صاحبته وهو ما زال فتى صغير في مدرسة فؤاد الأول الثانوية. كان ذلك عام 1935 وعمره في ذلك الوقت لا يتجاوز ستة عشرة عاما، حيث رأيناه مشاركا طلبة مدرسته في مظاهرة كبرى لطلاب مصر ضد الإحتلال البريطاني! وعجلت هذه الاحتجاجات بتوقيع مصر لمعاهدة مع الإنجليز بعدها بسنة عام 1936 اعتبرت خطوة كبيرة لنيل مصر لإستقلالها الكامل عن بريطانيا. 
المهم أنه في هذه التظاهرة نال حبيبي "سانو" وهو الاسم الذي أشتهر به في بيته وبين المقربين منه علقة ساخنة بالكرباج من جندي إنجليزي كانت كافية لكي يعلن طلاقه النهائي للثورة والاحتجاجات والسياسة كلها، ولكن ما جرى له زاده إصرار على المضي في الطريق الذي اختاره.. طريق الثورة. 
وفي حياته المبكرة كانت هناك اغراءات كثيرة تدفعه للمهادنة، لكنه رفضها جميعاً، وفي أوائل الأربعينات من القرن العشرين الميلادي وكان ما يزال طالبا في كلية الحقوق تلقى دعوة من "احمد حسنين باشا" رئيس ديوان الملك بكل ثقله. يدعوه في منزله الخاص لكي "يدردش معه" حول الأوضاع الراهنة. 
ويقول حبيبي أبي: وافقت أمي السيدة روزاليوسف على ذهابي لمقابلته وتركتني أواجه التجربة بنفسي، واستقبلني احمد حسنين باشا بفيلته الأنيقة بحي الدقي، وبعد ترحيبه بي أدار معي الحديث ببراعة لا تقل عن براعته في لعبة السيف التي كان أحد أبطالها. ويضيف قائلاً: خرجت من الحديث الطويل الممتع بشئ واحد أن الباشا يريد أن يجعل مني عينا ملكية على الجامعة!! أو أنه يسعى إلى تكوين حزب جديد ينافس به الأحزاب القائمة وينوي الانطلاق بنواة حزبه من الجامعة حيث الشباب المثقف! 
ويخرج الطالب إحسان عبدالقدوس من منزل رفعة الباشا رئيس الديوان وفي أذنيه تدوي أخر كلمات لاعب السيف والسياسة: "بابي مفتوح لك يا إحسان في أي وقت خصوصا إذا شعرت أن هناك ما يستحق أن تدردش فيه معي". وكان اسم احمد حسنين ومنصبه كفيل بإدارة رأس أي فتى صغير وإسالة لعابه.. لكن رأس حبيبي أبي لم يكن صغيراً بالقدر الذي تصوره ذكاء رئيس الديوان، فهو بحكم تربيته مختلف عن غيره. 
ويقول إحسان عبدالقدوس في هذا الموضوع كذلك لم تتوقف محاولات معظم زعماء الأحزاب في إستقطابي، فقد لعبوا معي نفس اللعبة ولكن بطرق مختلفة، ولكن ما أفزعه حقا أن "احمد ماهر باشا" رئيس الوزراء السابق فاجئه بعرض بأن يكون سكرتيره البرلماني! 
ويقول حبيبي أبي: كنت أحب هذا الشخص وأراه مختلفا عن غيره من السياسيين لذلك صدمتي في هذا العرض كانت كبيرة وألمتني أشد الألم وقلت في نفسي "حتى أنت يا بروتس"!! 

(فكر في اعتزال الصحافة مبكراً جدا) 
وعند تولي رئاسة تحرير روزاليوسف عام 1945 وبدأ يكتب رأيه وبذل جهده لكي تكون مجلته منبراً للثورة والثوار والساخطين على النظام إنهالت الاتهامات على رأسه من صحف النظام الحاكم واطلقوا عليه لقب "أبن الست"!! ولم تكن هذه التهم قائمة على أي أساس بل شتائم وقلة أدب حتى أنه فكر في اعتزال الكتابة مبكراً، بعد سنة واحدة من توليه لرئاسة التحرير، وأخبر والدته بذلك، قائلاً لها أنه سيعود للعمل كمحامي، وهي المهنة التي فشل فيها فشلا ذريعاً إذ عمل بها بضعة أشهر فقط بعد تخرجه من الحقوق عام 1942، لكنه أكتشف أنه مخلوق للصحافة.. 

ترى ماذا كان رد فعل والدته؟ قد تظن حضرتك أنها أعطته درساً قاسياً في أهمية الصلابة والصمود!! 
لم تفعل شئ من ذلك، وكل ما فعلته أنها أتت له بجرائد قديمة فيها أقذع الشتائم لها. وقالت له: "هذه الصحف أغلقت كلها، وأنا اللي أستمريت"!! وهذا ما حدث بالضبط لحبيبي أبي.. الصحف التي كانت تهاجمه أفلست بينما استمر هو في طريقه حتى وصل إلى القمة.. رحمه الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق