من مكاسب الحج الدنيوية عند البعض عودتهم من أداء الفريضة ، وقد أكتسب كل منهم لقب "حاج" !!
.. ويا حاج فلان أو يا حاج علان !
أمر لم يعرفه المسلمين إلا في العصور المتأخرة ، وبعد أن تدهورت أحوالهم !! وأصبحوا يهتمون بالمظهر على حساب الجوهر !
وعندما كانوا سادة العالم لم يكن هذا اللقب موجوداً بينهم ، هل قرأت أن أحداً كان ينادي الإمام العظيم "أبو حنيفة" بلقب يا حاج "أبو حنيفة" ! أو يقول عن إمام آخر يا حاج فلان!! أو يا حاج علان ؟!!
وهؤلاء الذين قدموا للإسلام أعظم الخدمات لم يقترن أسماءهم بلقب حاج رغم أنهم أدوا الفريضة ، هذه البدعة عقب تراجع الحضارة الإسلامية ورأيناها تطلق حتى على "الصعاليك" من الناس لمجرد أنه حج إلى بيت الله ولو لم يعط للفريضة بعد ذلك حقها.
وأتوقف عند هذه النقطة الأخيرة بالذات ، فهذا اللقب قد يسئ إلى الإسلام والمسلمين ، إذا لم يكن الحاج علي مستوي لقبه في حياته الشخصية ، وتعامله مع الناس ، بل أن البعض قد يستغل هذا اللقب ليكسب ثقة المتدينين ، يعني يتاجر بلفظ حاج ، ثم ينكشف على حقيقته حينما تكون أخلاقه في واد بعيداً عن تعاليم الإسلام السمحة ، وأرجو ألا يفهم من كلامي أن كل من يسبق إسمه لقب حاج مشكوك في أمره !!
فهذا لم يخطر ببالي أبدا ، فكثير منهم أناس أفاضل ، لكن ما أردت التركيز عليه في هذا المقام أن لقب حاج لم يعرفه المسلمون في عصور نهضتهم ،
والأمر الآخر أن إصرار البعض على هذا اللقب وتمسكهم به يثير الريبة ، ويضر أكثر مما هو ينفع ويدخل في دنيا العجائب ..
هل يرضيك مثلاً أن يقول أحد : أن الحاج فلان حرامي وغشاش ويأكل أموال غيره بالباطل ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق