ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 17 يوليو 2022

عجائب عبد القدوس - العيد بين الأحياء والأموات!!



بمناسبة عيد الأضحى أتذكر جيداً حواري مع صديق لي ، فقد سألته أين ذهب في أول أيام العيد ؟؟ 

أجابني: في الإمام الشافعي !! 

قالها في منتهى الجد !! 

كانت إجابته مفاجأة تامة ، ما الذي جعله يذهب إلى هناك ، أعلم أنه ليس له أقرباء في هذه المنطقة !! 

قلت له مداعبا: هل أنت شافعي المذهب ، ولذلك ذهبت إلى مسجده لنيل بركاته ؟

أجابني وهو صارم الوجه ودون أن يستجيب لمداعبتي : أقرب الناس إلى قلبي موجودين في تلك المنطقة ، وعندما ذهبت لزيارتهم تعطلت السيارة ، وقضيت اليوم في إصلاحها.

والحقيقة أن كلامه كان عبارة عن ألغاز لم أستطع حل غموضها إلا بصعوبة ، وفهمت من كلامه أن والده وأمه مدفونين في منطقة الإمام الشافعي .. 

نظرت إليه فوجدته متضايق جداً من المقلب الذي "شربه" هناك ، وزاد الطين بلة أنه لم يجد "ميكانيكي" لإصلاح السيارة نظراً لأنه يوم عيد ..

قال صاحبي : كلما تذكرت هذا الموضوع "ركبني عفريت" !! 

هل هذا جزاءي يا رب أنني بار بأهلي.

قلت له في هدوء : أنت غلطان.

ثار في وجهي وكأن عقرب لدغه ، فقد هب محتجا على كلامي ، ولولا الملامة لأمسك بتلابيبي !! 

قال في حدة واضحة : أنت بتقول إيه !! هل البر بالأهل غلط؟! 

يا ألف خسارة عليك ! وأنت عامل نفسك متدين !! 

قلت له وأنا أضبط أعصابي : خلاص أنتهينا !! 

سحبت كلامي ما دام سيؤدي إلى سوء تفاهم ووجع دماغ ، وتطاول في الكلام !! 

قال في إصرار : لا .. أحب أن أفهم الأساس الذي تستند إليه في وجهة نظرك المتطرفة هذه !! 

قلت : لا يمكن أن نتناقش وأنت بهذه الحالة العصيبة.

وعندما وعدني أن يهدأ ويضبط أعصابه ، إنطلقت شارحاً وجهة نظري .. العيد يعني فرح وبهجة وسرور .. إسمه عيد ! فإذا تحول إلى حزن ، وبدلاً من أن تقضي العيد بين الأحياء ذهبت إلى الأموات ، فقد فقدت تلك المناسبة السعيدة معناها.

حاول أن يحتد ، فذكرته  بالإتفاق القائم بيننا !! 

فأمسك بأعصابه وسألني في هدوء : وماذا عن أهلي الذين ماتوا .. أبي وأمي عليهم ألف رحمة ، هل يعقل أن أنساهم في العيد ؟؟ 

لماذا لا أذهب إليهم وأزور مقابرهم ، وأقول لهم كل سنة وأنتم طيبين ، وبعد ذلك أنطلق في العيد كما أشاء.

قلت له: لكنك تستطيع أن تقرأ على أرواحهم الطاهرة الفاتحة وأنت في بيتك و .. 

قاطعني : إذن المشكلة كلها عندك في المشوار ! 

قلت : بل المبدأ نفسه .. العيد إسمه عيد ، وطبيعته أن نقضيه بين الأحياء وليس مع "المرحوم" الذي نحبه .

فاجئني بالقول : هل هذا هو الوفاء الذي تعلمته في حياتك ؟؟ 

تجاهلت كلامه قائلاً : أنا شخصياً أتذكر أبي وأمي وكل الأحباء الراحلين وما أكثرهم ، وأدعوا لهم على الدوام في صلواتي ، وأذهب إلى المقابر لزيارة أهلي أغلى ما في حياتي في ذكرى وفاتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق