ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 26 يوليو 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - يا رب : لماذا قتلتني ؟؟



كانت على وشك الزواج من شاب تحبه ، وفاجأة وقع ما لم تتوقعه أبدا ، كان يلهو بمسدسه فانطلقت رصاصة ومات !! 

تقول القصة على لسان هذه الفتاة : "مات حبيبي كان فتى رائع ، ينبض كل ما فيه بالحياة ، ومت معه وأنا لا أزال في ريعان الشباب !! 

من الذي قتله ؟ 

لم يقتله أحد .. 

ولم يقتل نفسه .. 

قتله القدر ! 

ما هو القدر ؟ 

إنه الله .. 

لماذا قتلته يا ربي ؟ 

إنه لم يرتكب جرما يستحق عليه الإعدام ، ولم يختم حياته حتى تدعوه إلى ساعة الحساب !! 

ولم تنذره قبل أن توقع عليه حكمك !! 

وخرجت الفتاة إلى الشرفة في الليل ، ورفعت عيناها الدامعتين إلى السماء السوداء ..

وصرخت : يا الله .. لماذا قتلته ؟ 

كيف تريدني أن أؤمن بك وقد قتلتني عندما أجهزت عليه !!

 لماذا قتلتني ؟؟ 

ثم نامت كأنه أغمي عليها !! 

وجاءها في المنام حلم غريب جداً ، صعدت إلى السماء تبحث عن الله ، غاضبة حانقة ، رأت عشرات المسدسات تجري خلفها ، مسدسات لا يمسك بها أحد ، إنما لها أقدام فقط ! 

وانطلقت عشرات من الرصاصات ، ولم يصبها شيئ وهي تجري في فزع بالسماء باحثة عن الله لتسأله عن أسباب تدمير سعادتها !! 

وفجأة رأت أمامها صفا من الملائكة ينظرون إليها شزرا ، كانوا يرتدون ثياب مصفحة أشبه بثياب الجنود في القرون الوسطى بدلاً من ثيابهم البيضاء الفضفاضة التي تخيلتهم بها ، ووقفوا قبالتها وفي أيديهم مسدسات ، إنهم يحولون بينها وبين الوصول إلى الله .. 

أريد أن أذهب إليه !! 

وهجمت على الملائكة وفتحت بينهم ثغرة إستطاعت النفاذ منها ، وأكملت طريقها في السماء بحثاً عن الله ، وهي تجري ولا تتعب وكأنها تطير ، وفجأة رأت أمامها شيئاً ضخماً مهيبا رائعا ، وأرتج قلبها ، وأصابها قشعريرة ، ووجدت نفسها تسجد ، إنها في حضرة الذات الإلهية.

وحاولت أن ترفع وجهها لتراه فلم تستطع .. 

أنه أضخم وأكبر وأعظم من أن تصل إليها عيناها . 

وصرخت : يا الله .. 

وتجاوبت السماء كلها تردد صداها : الله .. الله .. 

وعادت تنادي من جديد : أجبني يا الله .. 

وتردد الصدى العجيب ، تسمعه في كل مكان من السماء : الله .. الله .. 

ودفنت رأسها عند مقامه الجليل ، وبكت بحرارة كما لم تبك في حياتها كأنها تستغفره.

وفجأة رأت الشاب الذي أحبته كثيراً ، وكانت على وشك الإقتران به ، رأته جميلاً أجمل مما كان في الدنيا ، وجهه يشع نوراً ، والسعادة تطل من عينيه ، وكان يشير إليها وكأنه يدعوها ! 

ومدت ذراعها لتمسك به ، فوقعت من سريرها !! 

ولم تعد ساخطة على الله ، وانتظمت من جديد في صلاتها ، لقد رأت حبيبها سعيداً في السماء ، وأقتنعت أن الله دعاه إليه لأنه يحبه .

ولكن طرأ عليها شعور لم تعرفه من قبل .. أنها تتمنى أن يحبها الله هي الأخرى فيدعوها إليه !! 

إنتهت قصة حبيبي أبي التي نشرها منذ أكثر من ستين سنة ، وكان المجتمع وقتها متسامح بعيداً عن التعصب ، فلم يحتج على هذه الحكاية الفريدة من نوعها والتي تدخل في دنيا العجائب .. والتي لا يقدر على كتابتها سوى كاتب واحد إسمه "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق