في الأسبوع الماضي كانت الذكرى الأولى لرحيل السيدة " جيهان السادات" رحمها الله ، وحياتها معروفة للجميع وقد نشرتها في كتاب ولكن هذه الحكاية لا يعرفها أحد إلا إستثناء ، ومحورها "العلقة" الوحيدة التي نالتها في حياتها!!
لا تنسى هذا اليوم أبدا ، فهو محفور في ذاكرتها ، كان عمرها في ذلك الوقت ثمانية سنوات وتسكن في منطقة "الروضة" وهو من أحياء القاهرة القديمة في شارع "الأخشيد" .
تقول السيدة "جيهان" : كنا في فصل الصيف .. يوليو أو أغسطس ، وفي هذه الشهور يكثر فيضان النيل ، وفي يوم لا أنساه خرجت مع أختي "داليا" للتنزه على الكورنيش ، فشاهدنا قطة داخل مركب صغير او "فلوكة" فاقتربنا منها ، وكنت ممسكة بشقيقتي فأنا أكبر منها بسنتين ، أعجبتنا شقاوة القطة ، فاقتربنا منها أكثر حتى وقفنا على شاطئ النيل ، وأخذت "داليا" تلاعب القطة ، وفجأة إنزلقت قدميها ، ووقعت في المياه ، صرخت وصرخت وجريت إلى إخوتي الكبار "مجدي وعلي" وكانا يلعبان بالكرة في الشارع ، وهرعنا جميعاً لنجدة أختي ، وبمنتهى الشجاعة قفز "مجدي" في النيل لإنقاذ "داليا" التي كانت بدأت في الغرق فعلاً ، وتبعه "علي" ، وبالفعل تمكنا من إنقاذها في آخر لحظة ، لكن حدثت مشكلة غير متوقعة ، فقد شعر "علي" بالتعب وهو في الماء وبدأت قواه تخور ، وأخذ الشقيق الأكبر "مجدي " يجر أخويه "علي وداليا" إلى الشاطئ ، وكان موقف صعب جداً ، لكن الله أنقذ الجميع ، وخرجوا سالمين بأعجوبة ، وكانت "داليا" وجهها أزرق وبطنها منفوخة بعد أن أبتلعت كمية ضخمة من المياه.
وعندما عدنا إلى المنزل نال "مجدي" الذي يكبرني بعشر سنوات مكافأة تتناسب مع شجاعته ، وكذلك "علي" وهو أكبر مني بسبع سنوات ، أما أنا فقد نلت "علقة ساخنة" من أهلي أذكرها جيداً حتى الآن لأنها لم تتكرر قط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق