ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 24 يوليو 2022

عجائب عبد القدوس - مفاجأة: جيهان السادات تزوجت وعمرها ١٥ سنة!



"باب النجار مخلع" .. إنه مثل مصري شهير تذكرته وأنا أتعرف على حكاية السيدة "جيهان السادات" رحمها الله مع فتى أحلامها فقد تزوجته وعمرها ١٥ سنة فقط ، ويدخل في دنيا العجائب أنها بعدما أصبحت زوجة رئيس الدولة كانت تطالب برفع سن الزواج للبنات ، وأنا لا ألومها على ما فعلته ، وزمان كان نساء مصر يتزوجن بدري بدري ، وكان هذا أمرا طبيعيا جداً ، فالدنيا كانت سهلة وبسيطة ، وبصراحة أنا من أنصار الزواج البدري إذا وجدت العروس فارس أحلامها ، ولكن مش معقول تتزوج وعمرها ١٥ سنة كما فعلت سيدتي "جيهان السادات" عليها ألف رحمة.. 

وتعالى حضرتك معي لتتعرف على حكايتها مع فتى أحلامها .. "أنور السادات " .

تقول : ذهبت إلى مدينة السويس لقضاء أجازة الصيف عند إبنة عمتي "عايدة" بعد إنتهاء دراستي في مدرسة "الأورمان" ، وكنا في شهر رمضان وعمري وقتها أربعة عشر عاماً ، وأخذ زوج إبنة عمتي واسمه "حسن عزت" يحكي لنا حكايات مثيرة عن مغامراته فهو طيار ، لكن الأهم أنه كان عضواً في الحركة الوطنية التي كانت تحارب الإنجليز فقاموا بحبسه ، وفي السجن إلتقى ب"أنور السادات" أوائل الأربعينات.

وفي حديثه معنا كان يكثر من ذكر إسمه لأنه كان محبوسا في قضية مقتل "أمين عثمان" سنة ١٩٤٨ الذي كان متهماً بالتعاون مع المحتل ، وأصبح "أنور السادات" في خيالي أسطورة وبطلا من الحكايات التي سمعتها عنه وتمنيت لقاءه ، وسافر "حسن عزت" إلى القاهرة ليحضر جلسة النطق بالحكم في القضية المتهم فيها صديقه "أنور السادات" ، ولا أنسى اليوم التالي لصدور الحكم ، كنت قلقة ومضطربة أريد أن أعرف ماذا جرى لفتى أحلامي ؟؟ 

وصممت على الذهاب الى أول "كشك" يبيع الصحف لمعرفة أخباره ، وكانت المسافة بعيدة فقد كنا نسكن خارج المدينة في منطقة تسمى "الجناين" وحاول ممن في المنزل إثنائي عن ذلك دون جدوى ، قالوا لي : "حسن عزت" سيعود في المساء ، أنتظري عودته لتتعرفي على أخبار القضية ، لكنني لم أطق الإنتظار ، وخرجت من البيت وسرت مسافة طويلة جداً حتى عثرت على الصحف ، وكانت "فرحتي بالدنيا " لبراءة "أنور السادات" مع أنني لم أكن قابلته حتى ذلك الوقت.

قلت للسيدة "جيهان السادات" : أنها بالفعل قصة جميلة.

فاجئتني قائلة : أنتظر ، لم تعرف بعد المفاجأة الكبرى في هذه القصة ، لقد قابلت "أنور السادات" في نفس الليلة!! 

لم أتوقع ذلك أبدا فوجئت به قادماً في المساء مع "حسن عزت" ، وكنت أظنه سيذهب إلى بيته وزوجته بالقاهرة ، ولم أكن أعلم أن الطلاق بينهما قد تم .. وهكذا رأيت فتى أحلامي لأول مرة في اليوم التالي لصدور الحكم ببراءته ، وقد أحتفل معي بعد ذلك بعيد ميلادي في ٢٩ يوليو ، وفي ٢٩ مايو ١٩٤٩ كنا قد تزوجنا وعمري لا يتجاوز خمسة عشر عاماً.

قلت : تسعة رقم حلو في حياتك .

أبتسمت قائلة : أيامي مع "أنور السادات" حلوة كلها بحلوها ومرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق