جاءني من يبشرني بما حدث .. قال لي: هل تصدق أن "فلانة" العضوة البارزة في إحدى الأندية الكبرى تدينت أخيراً وهي حالياً في الأراضي الحجازية تؤدي فريضة الحج ، ثم ألقى فيها قصيدة مدح!!
جميلة واجتماعية مع ذكاء وثقافة كما أنها في غاية الرقة .. يجري وراءها كل الشبان!!
ورغم كل هذا تركت مغريات الدنيا وعرفت ربها ..
قلت له: "ولكن الذي أعرفه عنها أنها لم تفعل ذلك إلا بعد صدمة عاطفية .. تركها خطيبها من أجل أخرى أكثر ثراء .. وكانت تعلق عليه آمال كبيرة لكن أتضح أنه لا خلاق له" .
رد صديقي: وما الذي يضير في هذا .. إكتشفت أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة وأنها غدارة فرفستها بقدميها .. أليس هذا أفضل من انحرافها أو الدخول في مغامرات عاطفية لنسيان ما فات!!
اختارت الطريق السليم لكي تضمد جراحها ولجأت إلى الله وقررت أن تؤدي فريضة الحج .. فهل هذا عيب؟؟
قلت بسرعة: لأ طبعاً .. اختارت الأمر الصحيح تماماً ، وكلامك موافق عليه ١٠٠٪ لكنني كنت أتمنى أن تلجأ إلى الدين وتدخله من الباب الصح وليس من الباب الغلط!!
عقدت الدهشة وجه صاحبي وهو يتساءل: ما هذا الذي تقوله؟
شرحت له ما أعنيه قائلا: كنت أتمنى أن تكون متدينة وهي في ذروة تألقها .. لو حدث هذا لأنقلب هذا النادي رأسا على عقب .. لاشك أن ذلك سيكون له صدى واسع وتكون قدوة لغيرها .. هذا هو ما أقصده من الإلتزام الديني الصحيح، لكنها دخلته من الباب الخلفي بعد أن إنكسرت وتدهورت أحوالها النفسية.
سألني صاحبي: أفهم من كلامك أنك غير سعيد بما فعلته ؟
قلت له : أستغفر الله ، لكنني أخشى بشدة أن يكون ذلك مجرد رد فعل لما حدث لها!!
ستخطئ خطأ كبيراً في حق نفسها ودينها إذا أصرت على طلاق الدنيا بعدما ألتزمت دينياً .. أتمنى أن تعود إلى حيويتها وتواصلها الجميل مع الناس في ثوبها الجديد وتجمع بين الحسنيين .. الدين والدنيا ، وتكون قدوة لغيرها من البنات ، وتؤكد بسلوكها أنه لا تناقض بين الإلتزام الديني والإنطلاق في الدنيا .. وهكذا هي ست الكل .. أليس كذلك؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق