ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 5 سبتمبر 2022

عجائب عبد القدوس - العريس ضابط شرطة



جاءتني تشكو : بابا صديقك رفض العريس الذي أريد الارتباط به ، ويعمل على "تطفيشه" ، والعريس مازال عنده بقايا أمل في أن يعدل والدي عن رأيه ، فليس هناك سبب منطقي يدعوه إلى التشدد في هذا الموضوع .

والحقيقة أن شكوتها تلك أزعجتني ورأيتها تدخل في دنيا العجائب ، فما أعلمه أن صاحبي هذا مرتبط جداً بأسرته ، فما الذي دفعه إلى ذلك ؟ 

والحقيقة أنني فوجئت بما لم أتوقعه أبدا .. 

قال لي : أنا لا أحب ضباط الشرطة ، والدي تعرض للبهدلة زمان على يد الداخلية ، واعتقل دون محاكمة ، ومات رحمه الله وذهب يشكو لربه من ظلم الدنيا .. 

ثم أنظر إلى كيفية معاملة الشرطة للمصريين بالسجون والأقسام فستجدها مليئة بالعجرفة والتكبر وسوء الأدب !! 

والحقيقة أنني لم أوافق صاحبي على منطقه .. 

قلت له : في كل مكان تجد الصالح والطالح ، ورجل الشرطة الذي يعرف ربه لا يعقل أن تنظر إليه وكأنه مجرم مثل الضابط الذي يبطش بالناس ، وعريس ابنتك كما فهمت من هذا النوع الأول .. 

متدين وإجتماعي وإنسان لطيف ، وإسمه على مسمى "صالح" ، يعني عريس لقطة ،  خسارة أن ترفضه فهو يجمع مميزات كثيرة كما فهمت من أسرة طيبة وعلى خلق وعائلته ميسورة ماديا ، فلماذا تعامله وكأنه "طالح" ؟؟ 

أجابني قائلا : كل ضباط الشرطة سواء ، والفارق بينهم نسبي فقط وأنا أعذرهم بالفعل ، فهم يتعاملون مع اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق وأسوأ الطبقات في المجتمع ، فمن البديهي أن يتأثروا بأخلاقهم ، ولو كان هؤلاء الضباط من الملائكة!! 

ولذلك عندما علمت أن عريس إبنتي واحد منهم أصابتني "خضة" وأعلنت عدم موافقتي عملا بالمثل الشائع : "الباب الذي تأت منه الريح سده واستريح" !! 

قلت له : إنك بهذه العقلية تدفع عريس إبنتك بالفعل إلى أن يصبح مثل هؤلاء الضباط الذين تشكو منهم ما دام الجميع عندك على قدم المساواة ، أرجوك أن تراجع موقفك ، وأضفت قائلا : في بداية حياتي العملية بالصحافة الورقية عملت في قسم الحوادث ، وأختلطت بضباط الشرطة على إختلاف أطيافهم وأشكالهم وألوانهم .. ورأيت بالفعل العينة التي تشكو منها لكن إلى جانبهم شاهدت ضباط الواحد من هؤلاء يؤدي عمله في موقعه الحساس بذمة وضمير في خدمة الشعب ، فهو درع للأمن وليس سهماً من سهام أبليس ! 

وصدقني يا صديقي .. الضابط الإنسان موجود بكثرة في صفوف الشرطة ، وهؤلاء الوحوش الذين يرتدون زي ضباط البوليس أراهم قلة ، لكن المشكلة أن أفعالهم السيئة تحدث دوي تسيء إلى الداخلية كلها ، خاصة إذا كانت صادرة من القيادات أو أوامر سيئة تسيء إلى حقوق الإنسان .

وإذا سألتني حضرتك عن مصير ضابط الشرطة العريس أقول لك أن الأمر مازال محلك سر ، لكن الأب بدأ موقفه في التراجع نتيجة إصرار أبنته من ناحية ، وتدخل أولاد الحلال من ناحية أخرى ، وفي إنتظار سماع خبر حلو من أبنته قريباً . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق