ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 18 سبتمبر 2022

عجائب عبد القدوس - مصير الحب في الحياة الزوجية !



الزواج سهل والطلاق سهل ، وإستمرار السعادة الزوجية بين الزوجين هي المشكلة !!

صديقي العزيز الدكتور "أحمد عكاشة" من أشهر أطباء النفس في مصر والعالم العربي كله ، وله شهرة عالمية .. 

ظل سنوات رئيساً للتجمع الذي يجمع أطباء العالم في تخصصه ، وأعرف صاحبي العزيز منذ أكثر من ثلاثين عاما حيث أنه كان جاري في حي "الزمالك" قبل أن ينتقل قبل سنوات إلى "القاهرة الجديدة" .. 

وقبل أيام أهداني كتاب عن سيرته الذاتية ، وفيها معلومات لم أكن أعرفها بالرغم من قربي منه عن أسرته وشقيقه الأكبر الدكتور "ثروت عكاشة" وزير الثقافة السابق ، ومن الواضح أنه كان شديد التأثر به ، وأسرة "أبو الفتح" حيث أن الكاتب الكبير "أحمد أبو الفتح" رحمه الله كان متزوجاً من أخته .. 

وجاء في إهداءه لي : إلى زميل العمر ورفيق الحياة "محمد عبدالقدوس"  .. 

وبهذه المناسبة كنت قد أجريت معه العديد من اللقاءات الصحفية من أهمها موضوع غير تقليدي بالمرة عن مصير الحب في الحياة الزوجية .

هل صحيح أن الحياة الزوجية الممتدة تفقد الحب حلاوته وتجعله بلا لون ولا طعم ولا رائحة ؟!! 

وتصبح الأيام الجميلة مجرد ذكرى !!  

بينما تسيطر الواقعية والروتين ومشاكل الحياة اليومية على حياة الزوجين .. ويضيع الحب ! 

البعض يرى عكس ذلك .. 

الحب بطول العشرة يسمو وقد يأخذ أشكالاً أخرى ، غير الغرام الملتهب .. 

يقول الدكتور "أحمد عكاشة" إن نهاية الأفلام العربية تكون بانتصار المحبين على العقبات التي تحول دون زواجهما ، لكنني أرى أن هذه "النهاية" هي مجرد "بداية" للأختبار الحقيقي للزوجين الذي جمع العشق بينهما .. هل سيصمد هذا الحب أمام الحياة الزوجية أم ينهار ؟! 

ويشرح وجهة نظره قائلا: الحياة الزوجية إما أن تكون في مجملها حلوة أو نكبة !! 

فالزواج سهل والطلاق أسهل والإستمرار في السعادة بين الزوجين هي المشكلة ! حتى لو تخلل ذلك خناقات وإختلاف بين وجهات النظر بين الحين والآخر .

تساءلت : لكن ماذا عن الحب ؟ هل يستمر هو الآخر مع إستمرار الزواج أم يتضاءل حتى يختفي !! 

أجابني : هذا يتوقف على الأساس الذي تقوم عليه الحياة الزوجية ، فإذا كان قوياً متينا إستطاع الحب أن يقيم قواعده هناك على ركائز صلبة .. والأساس الراسخ المطلوب هو التوافق بين الزوجين وتمازج شخصيتهما فلا يكون هناك نفور بين الطباع ، بل كل منهما يكمل الآخر ويتفهمه ، ويكون الزوجين ثنائيا جميلاً تنطبق عليه الآية القرآنية الكريمة : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" .

والحب كما يقول الدكتور "أحمد عكاشة " له سماته المميزة من أهمها اللهفة والتشوق الدائم لرؤية وصحبة الطرف الآخر ، كما أن الحب الأعمى له فائدة أحياناً عندما يكون للمحب القدرة على التغاضي عن أخطاء الطرف الآخر !! 

وإذا كانت العلاقة الزوجية سليمة وسوية لا يشوبها تنافر أو رغبات متعارضة فإن الحب المشبع باللهفة والتغاضي عن الأخطاء يتحول بمرور الوقت وطول مدة الزواج إلى علاقة عاطفية دافئة مشبعة أقوى وأكثر ثباتاً وإتزانا من الحب الذي ساد قبل الزواج .. صحيح أن اللهفة تختفي ، وقد يوجد بعض النقد والخلافات بين الزوجين لكن العلاقة تصبح أكثر عمقاً إذا كانت قائمة على أسس سليمة .

ومن أخطر الآفات التي تقتل الحب بعد الزواج بل وتنسف الحياة الزوجية كلها الأنانية وإصرار كل طرف على فرض إرادته على الآخر ، فالحب الحقيقي ونضوج الشخصية تحول دون نمو هذه الآفة .

حيث يتنازل كل طرف عن بعض رغباته ليرضي الطرف الآخر .

وأخيراً يؤكد الدكتور "أحمد عكاشة" على أمر آخر يتمثل في "أم العيال" فلها مكانة خاصة عند العديد من المتزوجين يحرصون عليها ، وهذه المكانة تمكنها من الصمود والإنتصار على نزوات الرجل والعواصف التي تتعرض لها الحياة الزوجية ، فالرجل قد تكون له أكثر من علاقة نسائية ، ولكن في النهاية تكون أم أولاده هي المرفأ أو الميناء الذي يستريح فيه ، وترسو عليه مراكبه . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق