ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 19 سبتمبر 2022

عجائب عبد القدوس - صحافة مصر الورقية في مهب الريح لأن مفيش بابا وماما!!


المؤكد أن عنوان "مفيش بابا وماما" لفت نظرك !! وتتساءل يعني إيه !! 

وما العلاقة بين عدم وجودهم والمصيبة الصحفية التي وقعت !! 

وأوعى تظن حضرتك أن هذا العنوان مبالغ فيه أو فرقعة صحفية بل هو كلام سمعته بأذني ويؤكد من جديد أن صحافة مصر الورقية في مهب الريح !! 

والمسألة مسألة وقت حيث يتوقع العديد من الناس وأنا منهم إختفاء كثير من الصحف التي تصدر حالياً .

وأبدأ الموضوع من أوله حيث شهدت الأسابيع الماضية أكثر من واقعة تؤكد أن الصحافة المصرية تعاني أزمة شديدة .. 

الواقعة الأولى عبارة عن "بلوى" والثانية أمر إيجابي لكنه يؤكد أن أكبر جورنال في مصر مش قادر يصرف على نفسه ويعاني من أزمة مالية ، ولابد من البحث عن مشروعات إستثمارية تدعمه !! 

وأبدأ بالواقعة الأولى وتتعلق "بالمصري اليوم" كبرى الصحف الخاصة في بلادي .. كانت تعاني في الأسابيع الماضية من مشكلة كبرى بسبب إرتفاع ثمن الوق وعدم وجود إعلانات كافية لتغطية الخسائر  .. ووصلت الأزمة ذروتها لدرجة إختفاءها لأيام من أماكن عدة .. وسألت بائعي الصحف عن الجورنال ، وكانت الإجابة واحدة : "منزلتش النهاردة وماتوزعتش " !! 

 وبالطبع أصابني الفزع وتواصلت مع قيادات الصحيفة وأبرز محرريها ، وقال لي أحدهم بالحرف الواحد : للأسف "المصري اليوم" ماعندهاش بابا وماما .. يعني لابد من أن نعتمد على أنفسنا ، ولا ننتظر أن تساعدنا الدولة !! 

وبالفعل أخذوا القرار الصعب في مواجهة الخسائر الرهيبة وهو رفع ثمن الجريدة إلى خمسة جنيهات ، وخفض عدد ما يطلع منها ، وهذا بالطبع سيؤدي تلقائياً إلى إنخفاض التوزيع ، لكن هذا الحل أحسن من بلاش وأفضل من غيره !! 

ويدخل في دنيا العجائب أن الأزمة التي شهدتها أكبر صحيفة خاصة مرت في هدوء كامل ، ولم تلفت نظر الكثيرين !! وهذا في رأيي سببه أن المصائب التي تتوالى على الصحف المصرية الورقية أصبحت شيئ عادي خاصة في السنوات الأخيرة !! ولم تعد تثير الدهشة أو الإستغراب .

وأنتقل إلى الجانب الإيجابي الذي يكشف عن مدى الأزمة التي تعانيها صحافتنا .. وصدق أو لا تصدق .. مؤسسة "الأهرام" بجلالة قدرها تبحث عن مشروعات لاصلة لها بالصحافة لتغطية خسائر الصحف التي تصدر عن المؤسسة وكذلك مرتبات العاملين بها ، وهي ٦٥ مليون جنيه شهرياً كما أخبرني رئيس مجلس الإدارة الصديق "عبدالمحسن سلامة" ، حيث تضم أكبر عدد من الصحفيين والعاملين والموظفين في مؤسسة صحفية واحدة !! 

المهم أن "الصحافة ما بقتش توكل عيش" ولابد من البحث عن بزنس خارجي وكان آخرها قبل أسابيع توقيع عقد مع شركة كبرى لإنشاء نادي رياضي وإجتماعي في القاهرة الجديدة ، مع العلم أن مؤسسة الأهرام تعتمد على المؤسسة التعليمية التي تتبعها وهي "جامعة الأهرام الكندية " في ضخ الملايين بهدف التغلب على الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها ، وتم مؤخراً كذلك إنشاء مجمع للبنوك التجارية ملحق بمباني الأهرام ، وإقامة مشروع تجاري بالقرية الذكية وآخر بالغردقة. 

وأتساءل : وإذا كان هذا حال "الأهرام" .. فما بالك بالمؤسسات الصحفية الأخرى سواء أكانت عامة أو خاصة ولا تملك إمكانيات الأهرام لإقامة مشروعات تجارية تساعدها على البقاء .. وربنا يستر عليها .. ومن فضلك إنتظرني لأخبرك عن أسباب الأزمة التي تعاني منها الصحافة الورقية .. ومعظمها خارج عن السيطرة ، مما يؤكد أننا في طريقنا إلى عصر جديد من الصحافة يختلف تماماً عن الصحافة الورقية التي رأيناها على مدى قرن من الزمان !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق