ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 11 سبتمبر 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - أرفض تعبير "البقية في حياتك" !!


بدأت في سرد ما كتبه حبيبي أبي عن مشاعره عند وفاة أمه "روزاليوسف" رحمها الله ، 

وختمت الجزء الأول بالقول أن هناك مفاجأة كانت في إنتظاره عندما وصل إلى بيتها .. 

إن البيت هادئ هدوءا غريباً .. هدوء له رائحة ..  أول مرة أعرف للهدوء رائحة ، والذين يستقبلونني لا يبتسمون لي ، وخطوت نحو غرفتها ثم تراجعت قبل أن أصل .. لا أدري لماذا ؟ 

لكنني لم أستطع الدخول .. كأنه يجب أن أغسل إبتسامتي من فوق شفتي قبل أن أدخل .

ووقفت في البهو .. لا أحد يكلمني ، وفي البيت طبيب صديق جاء عفواً ، ونظرت إليه لعله يتكلم ، لكنه لم يقل شيئاً ! 

وسألته : هل رأيتها ؟ 

أجاب : نعم .. الحالة خطيرة .. هذا كل ما أستطيع قوله .

وقلت وأنا لا أفهم شيئاً : والنبض ؟؟ 

لا أستطيع أن أتحسسه ! 

تساءلت : والقلب ؟

رد قائلا: ليست معي سماعة ! لا أستطيع أن أسمعه !

"سماعة" .. هل أنت في حاجة إليها لتسمع هذا القلب ؟ .. أنا أستطيع أن أسمعه من أي مكان ، كنت أسمع دقات قلبها من "باندونج" في إندونيسيا ، ومن "بريوني" بيوغوسلافيا حينما رافقت "عبدالناصر" في زياراته إلى هناك .

وأمسكت بذراع الطبيب قائلاً في لهفة : والتنفس .. التنفس يا دكتور ؟ 

قال وهو يخطف ذراعه من يدي : نعم .. نعم إنها مازالت تتنفس .

وسكت .. لماذا لا أستطيع أن أصدقه ؟ 

وأخذت أروح وأغدو في البهو ، وأحد أفراد العائلة يدير قرص التليفون ليتعجل الطبيب الأخصائي.

وأخيراً جاء .. ودخل إليها ، وأحسست براحة مرت على قلبي كأنها نسمة عابرة ، لكن الطبيب مالبث أن خرج ، لم يمكث سوى دقيقتين  .. ونظرت في وجهه متسائلاً ، وجزعي يغلب تساؤلي .

ولم يتكلم الدكتور .

وسمعت صوتاً لا أعرفه ، ولم أسمعه من قبل ، لعله ملك الموت وهو يقول : "البقية في حياتك" ! 

وصرخت .. هل أنا الذي صرخت .. لا أدري ، لكنني أحسست كأن شفتي قد إنفرجتا وأنطلقت منها صرخة .

البقية في حياتك .. مثل تلك الكلمة لا تقال لي ! 

لأنني لا أرضى ببقية حياة ، إما الحياة كاملة ، وإلا فلا أريد حياة ، وليس لي حياة كاملة إلا مع أمي ، وهرعت إليها .. جريت إليها .. إلى حياتي ! 

________

وغداً بإذن الله بقية هذه الحكاية المؤلمة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق