ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

عجائب عبد القدوس - ٤ أسباب لتدهور أحوال الصحف الورقية


أخبرت حضرتك أن الصحافة الورقية التي نعرفها في طريقها إلى الإندثار بعدما أستمرت لأكثر من قرن من الزمان حيث عرفناها مع بدايات القرن العشرين الميلادي وحتى الآن !

وإندثارها مسألة وقت لا غير لتحل محلها صحافة الإنترنت أو المواقع الصحفية التي أكدت وجودها بالفعل ، وكانت قد بدأت قبل عشر سنوات تقريباً ، ويشتد عودها يوم بعد يوم !

وهناك أسباب عدة من وراء التراجع الضخم للصحف الورقية خاصة في التوزيع والإعلانات ألخصها في نقاط محددة : 

١_ أسباب إقتصادية وترجع بالدرجة الأولى إلى الإرتفاع الهائل في سعر الورق الذي تطبع عليه الصحف ، فأضطرت كل الصحف دون إستثناء إلى تخفيض عدد صفحاتها .. وهذا الإرتفاع بدأ عام ٢٠١٦ بعد تخفيض قيمة الجنيه أو ما يعرف بتحرير سعر الصرف مما أدى إلى موجة غلاء ضخمة شملت كل السلع بما فيها ورق الصحف .

٢_  الفيس بوك وفيها تعرف الأخبار على إختلاف أنواعها وأشكالها لحظة وقوعها سواء في بلدك أو في العالم كله ، وهذا يؤدي بالضرورة إلى أن تصبح الأخبار التي تنشر في اليوم التالي بالصحف قديمة "وبايتة".. وحتى كتابك المفضلين تستطيع بسهولة متابعتهم على الإنترنت دون الحاجة إلى شراء الصحف التي يكتبون فيها .

وفي هذا الصدد يلاحظ أن الحكومة نفسها لم تعد متحمسة للصحف الورقية ، ففي الصحف القومية التي تسيطر عليها حدث إدماج بين أكثر من صحيفة داخل المؤسسة الواحدة ، والصحف المسائية كلها أصبحت في خبر كان ، وكذلك بعض المجلات التي لها تاريخ عريق مثل مجلة "الكواكب" الصادرة عن دار الهلال . 

والبديل لكل هذا مواقع إلكترونية تعبر عنها ، وفي الصحف الخاصة نجد أن ما يعرف بالأجهزة السيادية قد وضعت يديها على معظمها ، وحرصت على أن تكون المواقع الإلكترونية بكل صحيفة أساس إنطلاقها ، بينما الصحف الصادرة عنها أمر ثانوي وتوزيع محدود ، وفي إنتظار إغلاقها إن عاجلاً أو آجلاً !! 

٣_ إنخفاض سقف الحريات الصحفية ، فكلها كما يلاحظ في المانشتات طبعة واحدة ، ولا تستطيع مناقشة ما يجري في بلدنا ومشاكل مجتمعنا بحرية ، وبالتالي لم تستطع تطوير نفسها لتقدم مادة جديدة لا يستطيع مواقع الإنترنت تقديمها كما حدث في العديد من صحف بلاد برة خاصة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة .

٤_ أوضاع الصحافة والصحفيين البالغة السوء ، ولها مظاهر لا تخطئها عين مثل ضعف المرتبات عند الغالبية العظمى مما إضطرهم إلى العمل في أكثر من مكان ، وسيادة نظرية الولاء قبل الكفاءة في مختلف المناصب ، ونظام الشللية ، وعدم وجود دماء شابة جديدة لأن باب التعيينات بالصحف المختلفة حكومية أو خاصة تم إغلاقها بالضبة والمفتاح ، بسبب أن أوضاعها المالية وخسائرها لا تحتمل عناصر جديدة ، وتعيينات تحملها أعباء إضافية !! 

وزمان كان إسمها "صاحبة الجلالة " أو السلطة الرابعة ، وتجاوز توزيع بعضها في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين المليون نسخة مثل "أخبار اليوم" الصادرة يوم السبت و "الأهرام" يوم الجمعة .. أما الآن فالأوضاع الصحفية في حالة يرثى لها .. عجائب !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق