ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 8 سبتمبر 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - أنا كاتب صعلوك إلى جانب الكاتب الأعظم



حبيبي أبي "إحسان عبدالقدوس" أو "سانو" كما كان يعرف بين أصدقاءه وداخل بيته ، له أسلوب فريد من نوعه في الكتابة يميزه عن غيره ، وتجد ذلك حتى في المواقف الصعبة جدا على نفسه .. 

أنظر حضرتك مثلاً إلى ما كتبه عند وفاة أغلى ما في حياته .. أمه .. واسمها بالكامل "فاطمة محمد محي الدين اليوسف" وشهرتها "روزاليوسف" وقد توفيت عام ١٩٥٨ .

رأيت في كلماته أبلغ من أي تعبير .. 

يقول : كنت جالساً في مساء ذلك اليوم أكتب قصة ، قصة "شيء في صدري" وكانت تنشر مسلسلة في ذلك الوقت بمجلة "روزاليوسف" ، وعندما أمارس هوايتي في الكتابة الأدبية أشعر بقوة عجيبة أحس أنني كالقدر ! 

أحرك أبطالي كما أشاء !

أحي منهم من أشاء ، وأميت من أشاء ، لا أحد أقوى مني .. ليست هناك إرادة فوق إرادتي .. أنا القدر ! 

وتبين لي بعد صدمتي المروعة أن هناك كاتب آخر .. أعظم وأكبر وأقوى .. يكتب أعظم قصة في الوجود .. قصة الحياة .. وهذا الكاتب لا رآد لإرادته ، وأنا بالنسبة له مجرد صعلوك ! لا أساوي شيئاً في عالم القصص فأنا نفسي لست سوى قصة من قصصه ! 

وبدأت القصة الكبرى عندما دق جرس التليفون في مكتبي وأنا لازلت أكتب قصتي ، يملأني الغرور بأني أستطيع أن أخلق الحياة على الورق وأحرك أشخاصها كما أريد ! 

وقال الصوت في التليفون : "والدتك تعبانة شوية .. هات الدكتور وتعالى" 

وأمرت عامل التليفون بأن يبحث عن طبيب ، وعدت أكتب ساردا في غروري ، ثم فجأة تنبهت ، والقيت بالقلم من بين أصابعي كأنه يلسعني .. تنبهت إلى أن الذي خاطبني قال لي : "تعالى" .. أنهم عادة لا يستدعوني عندما تمرض أمي .. يعرفون أنها لا تحب أن أراها مريضة .. لكنه قال لي : "تعالى" .

ويضيف قائلاً : أرتديت سترتي وهرولت على السلم ، وركبت سيارتي ، والوساوس السوداء تملأ رأسي ، ولا أدري كيف كنت أقود السيارة ، فقد كنت مشغولا بطرد هذه الوساوس .. لا يمكن أن يحدث شيء .. كانت دائماً أقوى من كل شيء .. لا شيء يستطيع أن يهزمها أو يوقف نشاطها .. لا شيء يستطيع أن يوقف هذا القلب .. حتى الموت ! 

إنه لايزال بعيداً عنها  .. بعيداً جداً .

وأقنعت نفسي .. لابد أنها أكلت شيئاً دسما فعاودتها نوبة المرارة .. يا سلام يا ماما .. لماذا لا تحترسين ، لماذا لا تخضعين لأوامر الطبيب .. أنك عنيدة دائماً . 

ودخلت البيت وقد وضعت بين شفتي إبتسامة كبيرة ، وفي رأسي بضع كلمات كأنها النكات لعلها تضحك لها .. وكانت هناك مفاجأة في إنتظاري .. 

وإلى اللقاء في أقرب وقت بإذن الله لأحدثك عن رد فعله عندما علم بوفاتها رحمها الله . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق