ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 20 سبتمبر 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - دعوة للإيمان بالآخرة وحكاية غريبة جداً!



أشهد أن والدي رحمه الله كان راسخ الإيمان بالله ، ويرجع ذلك إلى نشأته ، فقد مكث طفولته وشبابه المبكر في منزل جده الشيخ "أحمد رضوان" وهو من علماء الأزهر ، وتولت عمته "نعمات هانم" تربيته وذلك بعد طلاق والديه حتى قبل مجيئه إلى الدنيا !!
وكان يعتبرها بمثابة أمه الثانية.
وأنعكس ذلك الايمان في كتاباته وقصصه ، فله أكثر من قصة ذات طابع ديني واضح ، ولكن لأنه فنان متميز وقصاص لا يشق له غبار ، فإن هذه القصص غير تقليدية أبدا وتتميز بالغرابة مثل هذه القصة التي أهديها لك بمناسبة أحتفالنا بالمولد النبوي الشريف ، وألخصها في سطور:
مات حبيبها ..
كان يعبث بمسدسه المرخص فانطلقت رصاصة قتلته على الفور !!
وكادت أن تجن ، بل أن مس من الجنون أصابها بالفعل ، وانقطعت عن كل العبادات التي كانت تؤديها ، وكانت تخرج في المساء إلى شرفتها تصرخ: يا ربي لماذا قتلت حبيبي ؟؟
دمرتني عندما أختطفه ملك الموت مني ..
كنا على وشك الزواج ..
عرفت عن طريقه السعادة بعد أيام سوداء شفتها قبله !!
ولكن يبدو أن الإرادة الإلهية مصممة على أن أعيش حياتي في نكد مستمر !!
أنا زعلانة قوي .. أين العدل الإلهي ؟؟
ولكن من هو ملك الموت الذي اختطف أغلى إنسان عندي وأختارني دون بقية خلق الله كلهم لتدمير حياتي ؟!!
إنه القدر !!
وبعد كل مرة تخرج إلى الشرفة وتصرخ ويصيبها التعب والإعياء وتخلد إلى النوم والكوابيس تطاردها !!
وتصورت في إحداها أنها تصعد إلى السماء بهدف مقابلة ربنا حتى تسأله عما حل بها !!
لكن الطريق إلى هناك ليس سهلاً أبدا ..
ملائكة يقفون سدا في وجهها ، واستطاعت أختراقهم جميعاً ، واعتقدت أن ذلك تم بمساعدة إلهية لأن ربنا عايز يقابلها !!
ولذات السبب لم يصبها أي من الرصاصات التي انطلقت من كل مكان واكملت طريقها إلى السماء وهي تجري ولا تتعب وكأنها تطير وفجأة رأت أمامها شيئاً ضخماً مهيبا رائعا وأرتج قلبها واصابتها قشعريرة ووجدت نفسها تسجد ..
إنها في حضرة الذات الإلهية.
وحاولت رفع وجهها لتراه فلم تستطع ..
أنه أضخم وأكبر وأعظم من أن تصل إليه عيناها .
وصرخت يا الله ! وكانت السماء كلها تردد صداها .. الله .. الله ..
وعادت تنادي من جديد وتردد الصدى العجيب تسمعه في كل مكان .. الله .. الله.
ودفنت رأسها عند مقامه الجليل وبكت بحرارة كما لم تبك في حياتها كلها وكأنها تستغفره.
وفجأة ظهر حبيبها ، رأته أجمل مما كان في الدنيا يشع نوراً ، والسعادة تطل من عينيه وطمئنها قائلاً أنا سعيد في حياتي الجديدة .. أجمل بكثير من حياة الدنيا.
ومدت ذراعيها لتمسك به فوقعت من سريرها !!
وعادت إلى حياتها الطبيعية بعد هذا الحلم ، لم تعد ساخطة على القدر ، وانتظمت في عبادتها من جديد ، واقتنعت أن الله دعاه إليها لأنه يحبه ! ولكن طرأ عليها شعور لم يفارقها .. أنها تتمنى أن يحبها الله هي الأخرى فيدعوها إليه وتترك هذه الدنيا إلى حياة أجمل منها !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق