كان غريباً جداً هذا التصريح الذي صدر منه ، ويبدو واضحا أنها أكبر قوة في الشرق الأوسط وتتفوق بوضوح على أعداءها وجيرانها العرب خاصة من الناحية التكنولوجية والعسكرية.
ولذلك كانت مفاجأة كبرى عندما توقع الرئيس الأمريكي السابق "ترامب" زوال إسرائيل ، وذلك في إحدى خطبه مؤخراً أمام جمهور مؤيد له للفوز بالرئاسة الأمريكية والعودة من جديد إلى البيت الأبيض في مواجهة مرشحة الحزب الديموقراطي ، والمعركة بينهما حالياً على أشدها لكسب الجمهور الأمريكي.
قال "ترامب" بالحرف الواحد: إذا فازت "هاريس" فإنني أتوقع زوال إسرائيل !!
بل وقال إن ذلك سيحدث في أقرب وقت !!
والعديد من المراقبين والمتابعين له رأوا أنها زلة لسان !!
وكثيراً ما يصدر منه أي كلام وعبارات عبيطة وفيها هلوسة !!
مثل كلامه عن المهاجرين غير الشرعيين القادمين من أمريكا الجنوبية وقال عنهم إنهم يأكلون الحيوانات الأليفة !!
وزوال إسرائيل حلم يتمنى تحقيقه كثيراً من العرب والفلسطينيين ، ومنذ قيامها وأغتصابها لفلسطين عام ١٩٤٨ والشرق الأوسط يعيش في مأساة وكوارث لا تنتهي ..
فما الذي دفع الرئيس الأمريكي إلى الإشارة لهذا الأمر وأمريكا تقف بكل قوتها وراء تلك الدولة ، وهو شخصياً من أكبر مؤيديها ؟!
قال بعض المراقبين في تبرير ذلك أن "ترامب" مستعد أن يساير إسرائيل على طول الخط ، ويوافق على كل سياساتها ..
وهناك فارق واضح بينه وبين منافسته "هاريس" في هذا الأمر ..
فهي مثلاً تطالب بوقف إطلاق النار فوراً في "غزة" ، وكذلك إقامة دولة للشعب الفلسطيني يعيش في سلام إلى جانب إسرائيل ..
لكن "ترامب" يرفض كل هذه الأفكار فهو لا يقبل بقيام الدولة الفلسطينية من ناحية المبدأ ، وفي نفس الوقت غير مقتنع بوقف إطلاق النار قبل القضاء على "حماس".
وأعجبني جداً رأي الذي قال دعك من "ترامب وهاريس" ..
فإسرائيل غير قابلة للإستمرار ، وعمرها سيكون قصيرا إذا ظلت أوضاعها كما هي دون تغيير !!
فهي الوحيدة في العالم كله التي تعتمد في بقاءها على القوة العسكرية بالدرجة الأولى ، وكذلك لا يوجد غيرها في الدنيا كلها التي تقوم على العنصرية ..
أو نظام أسياد وعبيد ..
فاليهود الأسياد ، والفلسطينيون هم العبيد الذين يجب أن يخضعوا لهم ويعاملهم أسيادهم درجة عاشرة ..
وتصور أن تكون هناك مساواة تامة بين الشعبين هي غير واردة بالمرة !!
ودولة جنوب أفريقيا آخر دولة عنصرية عرفها العالم إستمرت مئات السنين ثم زالت وبدأ نظام جديد فيها ..
وأخبرني حضرتك عن دولة قوية ظلت كذلك إلى ما لا نهاية فالتاريخ دورات ..
والقوة العنصرية ستنتهي آجلا أو عاجلا وتنتهي معها إسرائيل ..
ولذلك فهناك صوت قوي واضح بين اليهود أنفسهم يقول إن إسرائيل لن تعيش إلا بالسلام مع الفلسطينيين وجيرانها العرب ، بدلاً من العقلية السائدة حالياً وقوامها السيف في حماية الرب بتعبير المتشددين من اليهود.
وأخيرا أتصل بي صديق مقرب وأخبرني أن ما يجري في "غزة" ليس مجرد حرب بل إبادة كاملة لشعب ..
يعني "هولوكوست" فلسطيني !!
وتلك الكلمة تعني المحرقة التي أقامها "هتلر" وراح ضحيتها ملايين اليهود ، والصهاينة يكررون ذات المأساة مع الشعب الفلسطيني .. عجائب !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق