ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 8 سبتمبر 2024

عجائب عبد القدوس - أفلت من علقة موت!!

 


خلال حكم "السادات" ومن بعده "مبارك" ألقي القبض على كاتب هذه السطور مرات عدة .. عشر مرات ويمكن أكثر !!
والمرة الوحيدة التي تم فيها إعتقالي من المنزل كانت عام ١٩٨١ ضمن حملة إعتقالات "السادات" الشهيرة .
ويدخل في دنيا العجائب أن كل عمليات القبض التالية من أولها إلى آخرها تم إعتقالي من الشارع بتهمة أنني مشاغب !!
وكانت نقابة الصحفيين خلال هذه السنوات محور الإحتجاجات ضد النظام الحاكم ، وكنت رئيساً للجنة الحريات بها .. ولذلك كنت مطلوباً دوماً من أجهزة الأمن بعد كل التظاهرات التي تقع هناك !!
بالإضافة إلى مشاركتي بصفة أساسية في كل مختلف التظاهرات التي شهدتها مصر ضد العدو الصهيوني سواء في الأزهر أو في معرض الكتاب وكذلك بالمعرض الزراعي.
وكانت الإتهامات الموجهة إلى "العبد لله" بعد القبض عليه تعني أنه لا مفر من الحكم عليه بالمؤبد !!
مثل الإعتداء على رجال الشرطة والممتلكات العامة إلخ هذا الكلام ، وكلها كاذبة لأنني كنت أحرص دوماً أن يكون إحتجاجي سلمياً ولم أمسك في حياتي طوبة !!
وأيامها كان هناك قضاء شامخ ونيابة أمن الدولة لها قدرها وإستقلالها ونقابة قوية تدافع عني .. فكنت أخرج من هذه القضايا مثل الشعرة من العجينة بالتعبير العامي ويطلق سراحي .
وأتذكر بكل خير رجل القضاء المحترم المستشار "عبدالمجيد محمود" ، وكان رئيساً لنيابة أمن الدولة ثم شغل منصب النائب العام لسنوات وعاملين بإنصاف ، ورفض الإتهامات الموجهة من الشرطة لشخصي .. وكان يأمر بإطلاق سراحي مع كل من تم القبض عليهم معي.
ولا أنسى أبدا عندما أعتقلت للمرة الثانية عام ١٩٨٥ بعد الإعتقال الأول الشهير !!
كانت إسرائيل قد أرتكبت مذبحة في جنوب لبنان وبعدها مباشرة شاركت في معرض الكتاب المقيم بالقاهرة .. وكان مكانه وقتها بالقرب من إستاد القاهرة ، وكانت الناس في بلادي ساخطة على تلك المشاركة ورفضها شباب مصر الذين يمثلون مختلف الإتجاهات السياسية ، وقررنا التظاهر أمام الجناح الإسرائيلي بالمعرض .. وكانت قوات ضخمة من الأمن المركزي تحرسه بالإضافة إلى فرق الكاراتيه الذين يرتدون اللباس المدني ويحملون عصا كهربائية .. ومرت التظاهرة بسلام في النصف ساعة الأولى ثم بدأت الإشتباكات مع الشرطة عندما قررنا إنزال العلم الإسرائيلي من فوق جناحها .. وأنطلقت فرق الكاراتيه تطاردنا بعد إشتباكنا مع الأمن المركزي.
وحاولت الخروج من المعرض ولكن كان قد تم إغلاق كل الأبواب !!
ومكثت بالقرب من أحدها حتى يفتح الباب وأنجو بنفسي !
لكن الشرطة داهمت المكان الذي كنت فيه ووجدت نفسي بين أربعة من فريق الكاراتيه البوليسي يشدوني إلى خارج هذا المكان تمهيداً لوضعي في بوكس الشرطة !!
وكل من يتم القبض عليه لابد أن يأخذ علقة ساخنة بالعصا الكهربائية قبل إلقاءه في سيارة الشرطة .. والحمد لله .. حظي كان من السما .. ففي هذا المكان كان مدير أمن القاهرة في ذلك الوقت اللواء "مصطفى كامل" واقفاً يشرف على فض التظاهرة والقبض على المشاغبين من أمثالي وهو يعرفني جيداً بحكم عملي الصحفي وأنني شخصية عامة خاصة بعد نجاحي في دخول نقابة الصحفيين لأول مرة عضواً منتخبا من زملائي بأغلبية ساحقة ، وعندما رآني في أحضان فريق الكاراتيه وقميصي ممزق .. قال على الفور : محدش يضربه !!
وبعد هذا الأمر سقطت عني أيدي هؤلاء بعصاهم الكهربائية وتم وضعي في البوكس دون أن ينالني أي أذى .. وصدق من قال صدفة خير من مليون ميعاد !!
ولو كان مدير الأمن في مكان آخر بالمعرض بعيداً عني لتعرض لعلقة موت بالتعبير الدارج الشهير ، لكن ربنا ستر !!
وتم إطلاق سراحي بعد أسبوع واحد قضيته في سجن الإستئناف الذي يلاصق مديرية أمن القاهرة .. وتدخلت نقابة الصحفيين ورئيسها "إبراهيم نافع" رحمه الله من أجل إطلاق سراحي وكان مسئولا كذلك عن جريدة الأهرام بالإضافة إلى ضغط من الرأي العام الساخط على إسرائيل ..
وكان والدي وست الحبايب ربنا يرحمهم على قيد الحياة .. وعندما عدت إلى أحضانهم أستقبلوني إستقبال الأبطال وكانوا سعداء بما فعلته !
والسجن ليس غريباً على أسرتنا .. دخله والدي ومن قبله جدتي "روزاليوسف" .. أنها أيام لا تنسى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق