ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الوطن -أعظم موقف في حياتي


كان من المفترض أن أذكر لحضرتك أوجه التشابه بين إحسان عبدالقدوس والشيخ محمد الغزالى، وربنا يرحم الجميع، لكن للأسف القارئ صاحبى الذى يناقشنى أدخلنى فى «متاهة» ودخلت معه فى جدل غير متوقع عندما طلب منى أن أقول رأيى بصراحة وبدون لفّ ولا دوران فى قصص إحسان عبدالقدوس!
قلت له فى دهشة: رأى إيه يا أستاذ.. «ده أبويا».. أنت فاكرنى قارئ عادى زيك.. والدى حبيبى على عينى وراسى من فوق.
قال: تلك إجابة دبلوماسية «وزوغان» من الموضوع! وهذا شىء مفهوم لأنك فى قرارة نفسك غير موافق على ما كتبه من قصص أبطالها فى معظم الأحيان عن بنات الطبقة الأرستقراطية ومعظم قصصه محورها الكلام فى الحب وبيان الظلم الواقع على الصبايا ودعوتهن إلى التمرد.. وحضرتك من الإخوان ولا يمكن أن توافق على هذا الكلام!
أمسكت بأعصابى التى كانت تفلت منى!! وقلت له: هذه نظرة سطحية جداً.. والدى جاء فى وقته تماماً بعد ثورة يوليو سنة 1952م حيث انهار النظام القديم وبدأ المجتمع فى التحرر من عقلية الرجل الشرقى والتقاليد الدخيلة على إسلامنا الجميل فشارك بكتاباته وقصصه فى الدعوة إلى إعطاء بنت مصر حريتها، وهذا يعنى كما أكد مراراً أن تكون مسئولة عن نفسها وتحافظ على تلك المسئولية، والفارق كبير بين الحرية والانحلال والانحراف، ولا يعقل أن تدخل بيتها بعد منتصف الليالى وتقول أنا حرة على طريقة إحسان عبدالقدوس!!
قال صاحبى: هذا كلام مفهوم ومقبول، لكن قصص السيد الوالد فيها عبارات كثيرة تخدش الحياء!! وعندما حاولت إحدى دور النشر التى تتولى نشر مؤلفاته «تهذيب» تلك القصص بعد وفاته بما لا يتعارض مع الأخلاق والآداب العامة، فوجئ الجميع بثورة عنيفة منك ورفضت حذف أى كلمة، وكان هذا مثار انتقاد واسع من الإسلاميين وقالوا: الولد انحاز لأبيه على حساب تعاليم الدين رغم أنه فى قرارة نفسه غير موافق على ما يكتبه!
ومن جديد ضبطت أعصابى بصعوبة شديدة وقلت له: وما رأيك يا أستاذ أن موقفى هذا رأيته أعظم موقف فى حياتى كلها! والسبب أننى تعلمت على يد أبى معانى الحرية، وهو صاحب فضل كبير، فلا يمكن أن أفكر فى خيانته أو أعتدى عليه بعد وفاته، والسبب الثانى أنه لم يسبق فى تاريخ الأدب بالعالم كله شرقاً وغرباً أن قام أحد بحذف عبارات لكاتب بعد وفاته.. وقلت لهؤلاء: من حقكم الاعتذار عن الاستمرار فى طبع مؤلفات أبى، أما أن تحاولوا العبث بها بعد انتقاله إلى رحمة الله فلن يتم هذا إلا على جثتى!
والسبب الثالث والمهم جداً أن تلك الجهة التى تتولى نشر كتب والدى «حشرت» تعاليم الإسلام فى هذا الموضوع لتبرير الجريمة التى ارتكبوها مع أن غرضهم الحقيقى كان محاولة إدخال قصص إحسان عبدالقدوس لدول الخليج وغيرها من البلاد الممنوع فيها مؤلفاته، وواضح أن هدفهم كان البزنس والفلوس!! ولذلك قلت لهم: أنتم ناس كدابين، وحاربتهم بذات سلاحهم وهو الدين، عندما استشهدت بالحديث الشهير لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى»، فهؤلاء كانوا يفكرون فى مكاسب الدنيا وليس إرضاء ربنا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق