جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, لطمة على وجه الصحافة

هناك مثل شعبى شهير يقول ! "يعمل من الحبة قبة "، وهذا الكلام رأيناه بقوة بعد الثورة من فريقين .. أنصار النظام البائد وكذلك التيارات العلمانية التى تكره الإسلاميين والإخوان خاصة وكل ما يمت للشريعة بصلة! فهم يستغلون أى شىء لا يعجبهم ، ويتم تضخيمه بصورة أكبر من حجمه الحقيقى ، ويعتبر من وجهة نظرهم خطأفادحا ، ويقيمون الدنيا" احتجاجا عليه. ويبدو أن هذا السلوك المعوج قد انتقل إلى من يحكمون مصر حاليا باسم الثورة ! وأذكر لحضرتك واقعة أرجو أ ن تحكم فيها بنفسك وهى تؤكد كلامى . فقد نشرت جريدة الجمهورية التى كان يرأس تحريرها الصديق جمال عبد الرحيم خبرا بارزا بالصفحة الأولى عن إحالة عدد من أعضاء المجلس العسكرى السابق إلى المحاكمة بتهمة الفساد، وكذلك اتهامهم فى جرائم جنائية تتعلق بالمشاركة فى قتل المتظاهرين بعد الثورة فى الصدامات التى وقعت فى ماسبيرو وغيرها ، بالإضافة إلى منعهم من السفر، وكان من الطبيعى أن تغضب القوات المسلحة من الخبرالمنشور، ويعلن رئيس الجمهورية تضامنه معهم ، مع العلمأنه تم نشره فى أكثر من صحيفة. والسلوك الطبيعى فى هذه الحالة يتمثل فى اتصال رئيس مجلس الشورى برئيس التحرير المسئول ليطلب منه تصحيح هذا الخبر ونشر اعتذار، والتأكيد على احترام القوات المسلحة ، ولم يكن هناك شك فى أن صاحبى كان سيستجيب دون تردد، ولكن هذا المسئول بالدولة سلك سلوكا أخر، وقرر إقالة رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" من منصبه فجأة ، وفى تصرف غير مفهوم بالمرة ، ورأيت ما جرى لطمة على وجه الصحافة ، وإهانة للثورة ، وإساءة للإخوان المسلمين كلهم ، وأسألك عن رأيك؟ الم يكن من الأفضل محاولة علاج ما جرى بهدوء وحكمة بدلا من هذا التصرف الذى لم يسبق له مثيل، والمؤكد أن الصحافة المصرية تقدر جيشنا العظيم وتحترمه ، ولكنها فى الوقت ذاته ترفض إقالة رئيس تحرير الجمهورية وتضخيم ما جرى على طريقة تحويل "الحبة إلى قبة  بالتعبير الدارج .