ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

المصري اليوم, وكانت تحلم بالرحيل من الدنيا


كانت بينهما عاطفة كبيرة، واتفقا على الزواج بعد خروجه من الجيش! وكان قد تم تجنيده سنة ١٩٧٢م بعد انتهاء دراسته فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة! ولأنه شاب متميز، فقد أصبح «ضابط أد الدنيا»، ومثله لا يصلح أن يكون مجرد جندى! وبالطبع لم تكن سعيدة بهذا الوضع فهذا يعنى أن بقاءه بالقوات المسلحة سيطول! ونشبت حرب أكتوبر، واتصل بها فى بداية المعركة ثم انقطعت أخباره! وكانت تعلم أنه فى الخطوط الأمامية، فهو أحد المسؤولين عن إقامة الكبارى اللازمة لكى يعبر جيشنا إلى سيناء! وفوجئت يوماً بالخبر اليقين..
 استشهد حبيب العمر فى غارة جوية أثناء قيامه بأداء واجبه ومات بطلاً!
وثارت ضد القدر! كانت تنظر إلى السماء وفى عينيها نظرات حائرة، وهى تتساءل: لماذا يا رب أخذت حبيبى وقضيت على سعادتى فى الدنيا؟ وتوقفت عن العبادات! فلم تعد تصلى، وفى رمضان سنة ١٩٧٤ أفطرت علناً! وتدهورت أحوالها النفسية إلى حد بعيد! وأوشكت على الجنون! وفى يوم جاءها فى المنام حبيب القلب، وقال لها:
 علمت أنك تفكرين فى الانتحار حتى تلحقى بى؟ ردت وقلبها يدق: هذا صحيح، الحياة من غيرك لم تعد لها قيمة! قال: الدنيا عندكم لا تساوى جناح بعوضة.. حياتنا أحلى بكثير، وأنا سعيد والحمد لله.. قالت: وماذا أفعل حتى أكون بجانبك؟ كانت إجابته: «ارتبطى بربنا وخليك ماسكة فيه»! ثم اختفى! وكانت مفاجأة لأهلها عندما رأوا ابنتهم على سجادة الصلاة من جديد، وذهبت معهم لتأدية فريضة الحج، ثم عادت محجبة ولم تتزوج، وعاشت حياتها زاهدة فى الدنيا..
 وتتساءل: متى أرحل «من هنا» وأذهب إلى «هناك» «لأعيش» فى الدار الآخرة مع حبيب العمر! ولأن هذه القصة وقعت منذ ما يزيد على خمس وثلاثين سنة فأغلب الظن أن خالق السماوات والأرض اختارها إلى جواره وحقق حلمها فى الرحيل عن هذه الدنيا الفانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق