ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

الوطن - ما الذى يجمع إحسان والغزالى؟


هناك من يظن أن التيارين الإسلامى والليبرالى لا يجتمعان أبداً، وأن كلاً منهما فى وادٍ.. وهل يُعقل أن تكون هناك أوجه تشابه بين الداعية الإسلامى الكبير الشيخ محمد الغزالى، وكاتب القصة المرموق إحسان عبدالقدوس، الذى هو أبى؟ وربنا يرحم الجميع! وصاحبى الذى كان يحاورنى قال إننى أحاول التقريب بينهما من منطلق عاطفة طيبة تتمثل فى الوفاء للوالد العزيز الراحل! و«أنا عايز أخليه قريب» من فكر الشيخ الغزالى مع أنه لا يوجد ما يجمع بينهما.
ولا أريد الدخول فى جدل بيزنطى، بل أذكر أمثلة محددة تعبر عن وجهة نظرى وتؤكد أن صاحبى هذا غلطان. خذ عندك مثلاً موضوع الديمقراطية، وكان أبى نصيراً للحريات العامة، ودخل السجن سنة 1954 بسبب مقاله الشهير «الجمعية السرية التى تحكم مصر»، وفيه انتقد مجلس قيادة الثورة، والشيخ الجليل انحاز إلى صف الديمقراطية صراحة، ومنذ كتاباته الأول وهو يؤكد ذلك، مثل كتابه الشهير «الإسلام والاستبداد السياسى»، وتراه يهاجم بعنف هؤلاء العلماء الذين زعموا أن الشورى غير ملزمة للحاكم! والديمقراطية على الطريقة الأوروبية لا يعرفها ديننا، فالانتخابات بدعة، ورأس الدولة يختار من يشاورهم! ويطلق عليهم «الفقه الإسلامى» «أهل الحل والعقد»، وهم من الخبراء فى مختلف المجالات، ومهمتهم تقديم النصائح للحاكم! ويقول الشيخ الغزالى، رحمه الله: إذا كانت هذه هى الشورى فى الإسلام، فما الفارق فى هذه الحالة بينها وبين الاستبداد والحكم المطلق؟!
ولشيخنا الجليل تعبير شهير يقول فيه: قرأت ما يسمى الدساتير الإسلامية، فوجدت الحاكم فيها له سلطات تفوق ما يتمتع به الرئيس الأمريكى بالبيت الأبيض وحاكم الكرملين فى موسكو!
وكان والدى إحسان عبدالقدوس سعيداً بآراء الشيخ الغزالى فى الجلسات الممتعة التى كانت تجمع بينهما، ومعظم ما قاله شيخنا الجليل كان مفاجأة حقيقية لأبى، فقد كان يظن أن الإسلام غير متحمس للديمقراطية وتداول السلطة وفرض قيود على الحاكم! وأكد له الشيخ: العكس من ذلك هو الصحيح تماماً؛ فإسلامنا الجميل يعنى الحكم المدنى وإطلاق الحريات العامة، وكان رحمه الله يشكو دوماً من أهل التشدد، ويقول إن خطرهم على الإسلام والإساءة إليه لا يقل عن أنصار التيار العلمانى الذين يريدون الإطاحة بالشريعة الإسلامية كلها من ميادين الحياة، وعن هؤلاء يقول شيخنا: الإسلام بضاعة ثمينة وقعت فى يد تاجر خائب، وهذا التعبير أعجبنى وأرجوك أن تتأمله حتى ألقاك الأسبوع القادم بإذن الله فى كلام عن النصف الحلو.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق