المصري اليوم, أغرب ما سمعت

كان موعدى معك اليوم للحديث عن تلك الأقلية المقبلة على الله وكيف نكون أنا وأنت منها بعيداً عن الأغلبية التى انتقدها القرآن الكريم مراراً وتكراراً مؤكداً أن أغلب الناس لا يعرفون ربنا بالطريقة التى تليق بعظمته! ولكن حدثت مفاجأة لم تخطر على بالى فقد فوجئت بمن يقول إن الإلحاد انتشر فى مصر بسبب سلوك الإخوان والجماعات الإسلامية المتشددة فإذا كانت تلك الممارسات هى التى تمثل الإسلام فنحن بعيدون عنه!
وهذا القول من أغرب ما سمعت فى حياتى ويكذبه الواقع، وأرد عليه فى عدة نقاط محددة.
1- عيب اتهام أغلبية شعب مصر بالإلحاد خاصة الشباب منهم، فنحن والحمد لله نعرف ربنا جيداً، ونرفض أن يطعن أحد فى ديننا.
2- الواقع يكذب هذا الاتهام الغريب، فالمساجد ممتلئة عن آخرها بالمصلين، وتجد الملايين من المصريين يحرصون على صلاة العشاء والتراويح ومعظمهم من الشباب.
3- وأكثر من ذلك تجد فى الأندية الكبرى بالقاهرة والإسكندرية وغيرها ما يفرحك.. أولاد الذوات حريصون على صلاة التراويح وتجد بينهم بنات زى الفل يلتزمن بالحجاب فى رمضان فقط، لأن هذا الشهر له مكانة خاصة عندهن ففيه نزل القرآن، وهؤلاء الفتيات يردن التأكيد على أن حب الله فى قلوبهن وذلك بالفعل عن طريق الالتزام فى الشهر الكريم وليس مجرد كلام.
4- فى يقينى أن من يبتعد عن تعاليم السماء والالتزام الدينى لأن سلوك المتدينين «مش عاجبه» إنسان تدينه سطحى ولا قيمة له، وليس نابعاً من القلب، ولن يخسر الإسلام كثيراً إذا غادره وكفر به!!
5- والمتدين الحقيقى إذا لم يعجبه سلوك الآخرين، فإنه يحاول أن يعطى القدوة من نفسه وبأخلاق حلوة مع كل الناس تتفق وتعاليم إسلامنا الجميل! أما أن يقول «مش عاجبنى الإسلام كله» فهذا سلوك غريب لا يدعو إليه عاقل.
6- وأخيراً فإن القرآن والأحاديث النبوية الشريفة يؤكدان أنه لو كفر البشر كلهم بالله ما نقص ذلك من ملكه شىء وهذا صحيح فالكافر هو الخاسر.. أليس كذلك!