جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, دفاعا عن قناة الجزيرة

أتساءل عن تلك الحملة الضارية التى تتعرض لها قناة الجزيرة حاليا والمضايقات التى لا تنتهى، ويكفى أن تعلم أن مكاتبها فى القاهرة مغلقة، والأمن وضع يديه على المعدات والأجهزة الخاصة بها وقيمتها بالملايين، وهناك قضية جنائية فى الطريق تتهمها بالإضرار بالأمن المصرى، بالإضافة إلى دعوات لمقاطعتها وإغلاقها نهائيا.
وفضائية الجزيرة لها مكانة خاصة عند كل من شارك فى ثورة ٢٥ يناير، وهى الوحيدة التى وقفت إلى جانب الثوار، بينما غيرها يهلل للطغيان، ولا ننسى دموع الذين بكوا بعد خطاب مبارك، وأتذكر جيدا أن تلك القناة المجاهدة كانت تعرض علينا أثناء الاعتصام الشهير بميدان التحرير ميدان ثورة يناير، وكنا نشاهد برامجها المؤيدة للثورة، وحب الجزيرة كان محل إجماع من الجميع، وبعد الإطاحة بحكم المخلوع وجهت لها اتهامات بأنها تحابى التيار الإسلامى وتعرض وجهة نظر فى مختلف الأحداث، وكنت أراها تتميز بالموضوعية وتحاول تقديم الصورة كاملة، وتلك جريمة عند التيار العلمانى؛ لأنهم يرفضون الصمت على الإسلاميين، فكيف تأتى الجزيرة لتكون صوت من لا صوت له، وعقب نجاح الانقلاب العسكرى والإطاحة بالرئيس الشرعى اشتد البلاء بتلك الفضائية المجاهدة، وهذا أمر طبيعى ومتوقع لأنهما بمنزلة نشاز من الفضائيات المشبوهة وبرامج "توك شو" التى لعبت أسوأ الأدوار فى بث الكراهية والفرقة لبلادنا، ونجوم تلك البرامج أصبحوا بمنزلة أبطال عند الإعلام العلمانى، وما يجمعهم شدة كراهيتهم للتيار الإسلامى والملايين التى يتقاضاها الواحد منهم، ولذلك كان من الطبيعى أن تكون الجزيرة والمسئولون عنها هدفا لهؤلاء المليونيرات الكارهين لكل ما هو إسلامى.