قال صاحبي الحائر وعلي وجهه سعادة تبدو منها الشماتة مع ابتسامة خبيثة لم تعجبني!! أراهن أن محنة الإخوان الاخيرة قضت عليهم هذه المرة ولن تقوم لهم قائمة بعد الآن.. جماعة الإخوان انشأها المرحوم حسن البنا سنة ٨٢٩١م وقضي عليها الرئيس محمد مرسي عام ٣١٠٢!! يعني عاشت في أرض مصر ٥٨ سنة وكفاية عليهم كدة!!قلت له في هدوء مفتعل: أطمئن يا استاذ الإخوان زي القطط لها سبعة أرواح!! مر عليهم أربع محن كبري في كل العهود ابتداء من الملك فاروق وحتي عصر المخلوع، وفي كل مرة كان البعض يعتقد أنها النهاية لكن الدعوة تبدأ من جديد من نقطة الصفر، وتعود وتنطلق مرة أخري وإن شاء الله عندي أمل كبير في قدرة الجماعة علي اجتياز المحنة الخامسة.اختفت من وجه صاحبي تلك الشماتة التي رأيتها علي وجهه وسحب ابتسامته الساخرة وسألني وهو يناقشني بطريقة جادة ألا تعتقد أن الأمر في هذه المرة مختلف.. أيام المحن السابقة تعاطف الناس معهم لأنهم كانوا مظلومين وفي المعارضة ولكنهم الآن وصلوا إلي الحكم وأثبتوا فشلا ذريعا وخرج الملايين ضدهم في الشوارع، فاضطر الجيش إلي التدخل وخلعهم والسلطة.كانت إجابتي علي كلامه: الأمر يحتاج إلي توضيح وكلامك فيه مغالطات. ولا أعتقد أن الرأي العام كان متعاطفا مع الإخوان زمن عبدالناصر في المحن التي مرت بهم سنوات ٤٥٩١ و٥٦٩١ والسبب أن إعلام ناصر نجح في تشويه صورة الجماعة وزعموا أنهم حاولوا اغتياله في المحنة الأولي أما في الثانية فقد كان الإخوان علي وشك نسف السد العالي وقتل أم كلثوم!! والإعلام تضاعف دوره في المحنة الأخيرة وهو منذ اليوم الأول لم يترك الرئيس مرسي في حاله أو يحاول مساعدته بل شن عليه حربا شعواء، وخاصة الفضائيات ومعظم الصحف الخاصة والمشاكل كانت كبيرة وهو قد وقع في أخطاء جسيمة خاصة الإعلان الدستوري الذي أصدره وصدامه مع القضاة والمثقفين، وقد أنتقدت كل ذلك في حينه وكنت أتمني الاينحاز الجيش إلي أحد الفريقين دون الآخر وتدخله أدي إلي تفاقم الأزمة التي تعيش فيها بلادنا ولا أجد لها حلا حتي الآن إلا معجزة من السماء: وإذا كان مرسي مصيبة في نظر أعدائه فنحن حاليا في كارثة أو بلوي كبري وربنا يستر علي بلدنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق