حوار مع حائر - أخبار اليوم,

أعرض علي حضرتك وجهتي النظر في كيفية التعامل مع شهر الصوم.. صاحبي يقول إنه لا مانع من الجمع بين الدين والدنيا في رمضان! سألته في دهشة: وكيف يتحقق هذا الأمر؟ أجابني في ثقة اغتظت منها!! يعني عبادة ربنا في الصباح وقراءة القرآن والصوم الصحيح وبعد انتهاء الافطار تعيش حياتك التي افتقدتها وأنت صائم وتقبل علي الدنيا بمشاهدة المسلسلات الحلوة والسهرات الجميلة! تساءلت: ولكن ماذا عن الصائم الذي يغلب عليه الكسل والنوم وحدة الأعصاب وهو صائم!! فأجاب: صيامه لا قيمة له.. وأنا كما أخبرتك: صوم الإنسان ينبغي أن يكون كما يرضي الله!!قلت له: هل يرضي ربنا ان ينطلق الواحد منا بعيداً عن تعاليم الدين بعد انتهاء افطاره!!.حاول صاحبي أن يقاطعني فرفضت وقلت له: دعني أشرح لك وجهة نظري كاملة وحضرتك قلت كلمة خطيرة: أن تعيش حياتك التي افتقدتها وأنت صائم: وأنا أعترض علي هذا الكلام الذي يجعل الإنسان في رمضان له «حياتين»: واحدة قبل الصيام، والثانية بعده!!.قال محدثي: هذا صحيح وأنا مقتنع تماماً بهذا الأمر عملاً بالحكمة القائلة ساعة لقلبك وساعة لربك!!.تجاهلت كلامه قائلاً: رمضان شهر مختلف عن بقية أشهر السنة.. وحكمة الصوم واضحة كما جاءت في القرآن «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون »: وليس من التقوي في شيء أن ينطلق المرء إلي المسلسلات الحلوة والسهرات الجميلة وفيها كثير من الفحش والأوضاع التي لا ترضي ربنا والتي تطيح بفضائل الصيام وشهر القرآن.قاطعني قائلاً: غير معقول أن تطلب مني أن أكون إنسان درويش طيلة النهار والليل كمان!! بل ساعة وساعة كما أخبرنا بذلك نبي الاسلام نفسه عليه الصلاة والسلام.قلت له وأنا أحاول ضبط أعصابي: من فضلك لا تلوي الحديث النبوي الشريف بما يتفق مع هواك  ومزاجك!! ولا اطلب منك أن تكون واحد درويش: بل المطلوب فقط أن يتغير اسلوب حياتك.وختمت حواري معه قائلاً: فهمي الوحيد لرمضان أنه شهر روحاني نزل فيه القرآن وينبغي أن يقبل الإنسان عليه بتلك العقلية فيقرأ القرآن ويحرص علي صلاة التراويح ويحاول ارضاء ربنا بكل الوسائل بدلاً من أن يعتبره شهر فرفشة ومسلسلات حلوة وسهرات