ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 22 أغسطس 2015

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

تحدثت مع صاحبي عن حدث جلل وقع قبل نصف قرن بالضبط وتحديدا يوم ٢٣ اغسطس سنة ١٩٦٥ ويتمثل في وفاة مصطفي النحاس باشا زعيم حزب الوفد، والجنازة الضخمة التي خرجت تحمل نعشه وتهتف باسمه، وكانت مفاجأة ضخمة لحكم «ناصر» الذي ظن أن الناس نسيت الوفد والنحاس خاصة بعد حل الأحزاب في يناير ١٩٥٣ وبالطبع لم يمر هذا المشهد علي خير فقد تبعه حركة اعتقالات واسعة للوفديين والمتعاطفين معهم وهذا أمر طبيعي متوقع من نظام مستبد كان يحكمنا.ولاحظ محدثي تقديري واحترامي وإعجابي بالنحاس باشا فتعجب من ذلك جداوبدت الدهشة علي وجهه وهو يقول: عجايب معروف عنك انتماؤك للإخوان، فما سر إعجابك بزعيم الوفد السابق؟! والحقيقة أن كلامه هذا غاظني وانفجرت في وجهه غاضبا قائلا:  انت وأمثالك تقسمون مصرإلي شيع وأحزاب وفرق.. هذا إخواني، وذاك علماني والثالث ناصري، والرابع شيوعي: مع إننا كلنا أبناء مصر، وعلي هذا الأساس نتحدث بغض النظر عن انتماء كل منا.ولم أدع له فرصة للرد بل قلت له : النحاس باشا رحمه الله قدم الكثير لبلادنا، فقد كان من قادة ثورة ١٩١٩ ثم اختاره الوفد ليخلف سعد زغلول قائد تلك الانتفاضة الشعبية الرائعة الذي توفي عام ١٩٢٧م، ورأينا فقيد الأمة النحاس باشا يناضل ضد الاحتلال من ناحية واستبداد القصر من ناحية ثانية، وصدرت في عهد الوزارات التي تولاها وبلغ مجموعها سبع سنوات الكثير من القوانين المؤكدة للعدالة الاجتماعية مثل انشاء نقابات للعمال والتعليم المجاني.وبعد ثورة ١٩٥٢ تعرض لظلم شديد جدا، وفرضت عليه الاقامة الجبرية.. وتم مصادرة أموال زوجته وحاول انصار النظام الجديد تشويه صورته بكل الطرق الممكنة كما كان يحدث أيام الملك وحكومات الإقليات قبل الثورة..ولكن الرجل ظل أقوي من كل السهام التي وجهت عليه.وقلت لمحدثي: من حسن حظي أنني تعرف علي خليفته فؤادسراج الدين باشا وتوثقت صلتي به، ومن خلاله تعرفت علي مزيد من الحكايات التي تؤكد عظمة النحاس باشا.. وربنا يرحم الجميع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق