حوار مع حائر - أخبار اليوم, العاصمة الإدارية الجديدة

صاحبي أصابه الغضب عندما قلت له: أتمني أن نخصص الأموال الطائلة لبناء العاصمة الإدارية الجديدة إلي مشروع آخر أكثر فائدة!! اتهمني بعدم الوطنية وأنني عايز مصر تكون محلك سر!! وهذا الاسلوب في المناقشة استفزني وقلت له وأنا محتد عيب اتهام كل معارض بعدم الوطنية! وتلك العقلية دليل علي أن صاحبها ضيق الأفق، وتفكيره هذا يزيد من الاستقطاب والتعصب الذي نراه ببلادنا.سألني محدثي: عايز أعرف سبب واحد لرفضك لبناء عاصمة إدارية شابة وجديدة وحلوة مكان القاهرة القديمة التي أصابها الشيخوخة والعجز.قلت له: ياريت تبقي مناقشتنا هادئة وموضوعية بدلاً من اطلاق الاتهامات وأنا مثل كل مصري يحب بلده متحمس لإقامة المشروعات الكبري التي تؤدي إلي تحسين أحوال الناس وارتقاء حياتهم إلي الأفضل والأحسن لكن هناك أولويات يا سيدي فأنت لا يمكنك أن تقيم عشرة مشروعات كبري في وقت واحد في بلد يعاني من المشاكل وسوء الخدمات، بل أن تلك العاصمة يمكن ان تزيد من معاناة الجمهور خاصة إذا تم نقل الوزارات الخاصة بالخدمات إلي هناك وهو مكان بعيد عن قلب العاصمة ومن يريد قضاء مصلحة ستصيبه المشقة «ويدوخ السبع دوخات» حتي يصل إلي هناك مثل مكتب النائب العام الجديد الذي ترك دار القضاء العالي وذهب إلي آخر الدنيا بمنطقة جديدة علي أطراف العاصمة والمحامون يجدون صعوبة شديدة في الوصول إلي هناك!.والأهم من هذا كله يتمثل في سؤال: ماذا سيعود علي المواطن العادي الغلبان من هذا المشروع الضخم؟ وكل المناطق الجديدة يحتكرها الأثرياء!: أحلم بمشروعات تكون ثمارها سريعة لأن الناس لا يمكن ان تنتظر إلي مالا نهاية.. مشروع تنمية منطقة قناة السويس مثلاً عشرة علي عشرة لأنه سيؤدي إلي فرص عمل ضخمة بالإضافة إلي نهضة اقتصادية كبيرة وياريت كل المشروعات الاقتصادية تطرح علي الرأي العام لمعرفة فوائدها قبل البدء في تنفيذها.