ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 8 أغسطس 2015

حوار مع حائر - أخبار اليوم, مشروع قناة السويس

قال صاحبي: مصر في طريقها الي نهضة كبري بإذن الله بدليل المشروعات العملاقة التي بدأنا في اقامتها ببلادنا وآخرها مشروع قناة السويس وهو انجاز من حقنا ان نفتخر به امام العالم كله. قلت لمحدثي: مع كامل التقدير لكل ما هو ايجابي إلا ان المشروعات الكبري وحدها لا تكفي لكي يكون   في بلادي نهضة حقيقية علي أسس راسخة.غضب صاحبي مما قلته قائلا: انت وامثالك من اعداء الوطن!! وترفضون الوضع القائم وتريدون هدمه علي رؤوس اصحابه!! ولذلك لا يعجبكم العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل الدارج. أثارني كلامه هذا فقلت له منفعلا: اوعي تغلط وحاسب في كلامك انا احب   وطني زيك تماما.. ولذلك لا يعجبني فيك هذا التعصب حيث تريد ان يكون حب الوطن حكرا عليك انت واللي زيك!! وتنظر الي المعارضة علي انها شر مستطير بل وتتهمها بالخيانة والعمالة وما تقوله ابعد ما يكون عن الكلام الموضوعي ويؤدي الي انقسام الوطن بين مؤيد ومعارض وهذا بالطبع امر مرفوض فكلنا ابناء مصر حتي ولو اختلفت وجهات نظرنا.تجاهل كلامي وتساءل: لماذا اذن تعارض المشروعات الكبري التي نراها في كل مكان ببلادي؟قلت له وانا مازلت ثائرا: لم اقل ذلك ابدا قلت فقط ان تلك المشروعات يجب ان يكون لها انعكاس مباشر علي المواطن بحيث  يشعر ان هناك تحسنا ملموسا في حياته! فمثلا المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ ثارت حوله ضجة كبري وهللت  له اجهزة الاعلام! والناس ببلادي لم  تشعر حتي الان بأي ثمار لهذا التجمع الاقتصادي بل ثارت حوله مشاكل مثل مشروع العاصمة الادارية الذي من الواضح ان تنفيذه متعثر!قال صاحبي: هذا شيء طبيعي.. كل مشروع ضخم لابد ان تظهر مشاكل في تنفيذه ثم ان هذه المشروعات الضخمة لابد ان تأخذ وقتا حتي تعطي ثمارها وتظهر اثارها الايجابية.قلت له: لاول مرة اتفق معك في رأيك.. ما قلته صحيح ولذلك تراني غير متحمس لاعطاء الناس آمالا ضخمة وكأن الرخاء قادم غدا.. ومن حقنا ان نفرح بأي مشروع ولكن دون مبالغة، فهذا في النهاية يؤدي الي عكس المطلوب عندما لا يشعر رجل الشارع بتحسن سريع في احواله.وعاد من جديد خلافي مع صديقي عندما قلت له: دعني اشرح لك ما قصدته عندما قلت ان المشروعات الكبري وحدها لا تكفي فلابد ان تكون مستندة الي مجتمع قوي وهذا لن يتحقق إلا اذا انتقلنا من سنة اولي حرية بتعبير الكاتب الراحل العظيم مصطفي امين الي بلد فيه  ديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة، وحرية تتسع للجميع بما فيها التيار الاسلامي البعيد عن الارهاب، واحلم بالافراج عن سجناء الرأي بحيث لا يبقي في السجون سوي المتهمين بقضايا عنف.فوجئت بصاحبي يقول: ما تحلم به لن يتحقق إلا في المشمش!! والديمقراطية تصلح فقط للبلاد التي قطعت خطوات واسعة نحو التقدم وليس للدولة التي تكافح من اجل توفير الحاجات الضرورية لشعبها! كما ان توفير الامن قد يقتضي احيانا اتخاذ قرارات صعبة واجراءات استثنائية!قلت له وانا زعلان: تلك العقلية ادت بنا الي التهلكة قديما وكانت من الاسباب الاساسية لهزيمة ١٩٦٧ واستمرار التفكير بهذا المنطق اراه يدخل في دنيا العجائب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق