ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 12 ديسمبر 2015

حوار مع حائر - أخبار اليوم, خدعوك فقالوا اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع

اللي يعوزوه البيت يحرم علي الجامع.. تلك حكمة نسمعها كثيرا في حياتنا، ولا أدري من أين جاءت، فهي غير صحيحة وتتعارض مع تعاليم اسلامنا الجميل!!وكلامي هذا قد يكون مفاجأة لحضرتك، ويصيبك بالحيرة، ولكن دعني أشرح لك وجهة نظري وأرجو أن تقتنع بها.

والبداية هي القول بأن اسلامنا الجميل يرتب الاولويات ترتيبا جيدا، فهل إذاكان عندك مبلغ من المال وابنك علي وشك الزواج، وعليك ان تختار بين ان تذهب لأداء فريضة الحج، أو أن تخصص ماتملكه لفلذة كبدك! فهل يقال هنا : اللي يعوزوه البيت يحرم علي الجامع، أما الصحيح فهو القول بأن تعاليم اسلامنا الجميلة واضحة في اعطاء الأولوية لزواج ابنك ولا داع لتلك الحكمة السخيفة سالفة الذكر،والتي  تحاول ضرب اسفين بين البيت والجامع!
وإذا سألتني: وماذا لو لم يلتزم صاحبنا هذا بتعاليم اسلامنا الجميل،ودفعه حماسه وحبه للإسلام لأداء الفريضة علي حساب ابنه الذي اصبح بلا سند، يعني في الشارع!!ومنطق والده : الحج فريضة وانا تأخرت كثيرا في ادائها، وإذا لم أؤدها بهذا المبلغ ، فلن أري بيت الله الحرام أبدا! أما ابني أجمل ما في حياتي فالمستقبل أمامه واسع،ويمكن تأجيل زواجه حتي يكون جاهزا بفلوسه، فلا يعتمد علي أسرته.
وهذا المنطق قد يبدو براقا، بل وصحيحاً كمان إذا كان ابنه في الجامعة فلا ينتظر زواجه قريبا، أما وقد تخرج ووجد العمل المناسب، ودق قبله لفتاة أحلامه وقرر أن يتزوجها معتمدا علي مساندة أسرته له، فلا يعقل ان يقول له والده آسف يا ابني، لن استطيع الوقوف إلي جانبك،لأن المال الذي جمعته بشقي عمري قررت تخصيصه للجح! وعليك ان تكون مثلي ، رجل مكافح تتزوج من فلوسك ولا تعتمد علي أسرتك، فأنا لم أطلب من والدي شيئا، بل اعتمدت دوما علي نفسي !
وهذا الرجل أراه يتفق مع منطق الأبوة الحقة، وقد أخطأ مرتين.. مرة في حق إسلامنا الجميل ، والثانية في حق ولده وربنا هو الذي سيحاسبه علي مافعله، وهل تقبل حجته بعدما أغضب أسرته !! فهذا في علم الغيب وخالق السموات والأرض هو الذي يفصل في هذا الموضوع .
وإذا سألتني : وايه رأيك في مسألة أخري.. شاب شاطر اعتمد علي نفسه ونجح في ادخار مبلغ من المال، فهل يؤدي الفريضة الربانية بفلوسه تلك، أم يخصصها لزواجه؟
وقد اختلف الفقهاء في الاجابة عن هذا السؤال، لكن يعجبني الرأي، الذي يقول : لو كان هذا الشاب جاهزاً للزواج ووجد فتاة أحلامه تزوج علي بركة الله بفلوسه تلك! أما لو كان الزواج عنده مجرد مشروع لم يكتمل بعد ، ويستطيع أن يعصم نفسه من الشهوات فليؤد الفريضة وربنا يرزقه «فلوس تانية» ما دام يأخذ بالأسباب والشطارة من سماته .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق