ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 31 يناير 2016

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

فاجأني بما لم اتوقعه: قال لي: أحلامك بالنسبة لبلدك مصر مختلفة عن غيرك من المصريين!! اصابني هذا الكلام بالدهشة الشديدة وكنت أريد أن انفجر في وجهه، لكنني ضبطت اعصابي بصعوبه «وأخذته علي قد عقله» وقلت له وفي نبرتي نوع من السخرية: ما الذي تعنيه من هذا الكلام يا أستاذ؟؟ ويا ريت تفسر لي أحلامي!! قال وبصراحة وعلي وجهه تكشيرة: هذا موضع جد فلا تحولها إلي هزل!! أنت تنتمي إلي الجماعة الارهابية!! وحتي هذه اللحظة لم تتبرأ منها، وأمن الدولة سايبك في حالك لأنه يعلم أنك لم تكن راضياً عن الرئيس المعزول محمد مرسي، وأعترضت عليه كثيراً وأنت داخل الجماعة، وكادوا أن يطردوك وهذه شجاعة تحسب لك: لكن المؤكد أن احلامك لا تختلف كثيراً عن أحلام اخوانك والتيار الاسلامي كله!! قاطعته وقد بدأت أفقد أعصابي: أدخل في صميم الموضوع ومالكش دعوة بصلتي بالاخوان وغير صحيح أنهم كانوا علي وشك فصلي بل تقبلوا أنتقادي للرئيس، لأنه كان موضوعياً وكنت أعبر عن كثيرين داخل الصف مثل الاعلان الدستوري الذي قام بتقسيم مصر إلي معسكرين مدني واسلامي وطريقة تشكيل الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستورو غير ذلك.. قال بنفس الصراحة: قلت لك أنها شجاعة منك أحترمها ولكنك تحلم بمصر الاسلامية.. قاطعته من جديد: وما له أنه حلم جميل ودستور مصر يؤكده ومادته الثانية تقول: إن مبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للدستور.أجاب بعصبية: لا.. أنتم عايزين مصر حاجة تانية.. بلد يتم فيها رجم الزاني وقطع يد السارق، وحبس المرأة في منزلها وفرض الحجاب عليها وأن تحتكر الأحزاب الاسلامية وحدها الساحة، ومفيش فن ولا سينما!! قلت له في غضب: ولأنني إنسان مؤدب، فإنني أقول لك إن كلامك متخلف بدلاً من القول أنت إنسان متخلف ورجعي كمان!! يا أخي كلامك يعبر بدقة شديدة عن أحلام المتشددين من الاسلاميين الذين أساءوا إلي اسلامنا الجميل ابلغ اساءة: وأذا ظننت أن هؤلاء يمثلون الاسلام فإن هذا يدل علي جهل شديد ولا أقول أن حضرتك  جاهل ولا مؤاخذة.. الاسلام الذي نريده في حياتنا مختلف تماما.. أناس متدينون بالفعل أصحاب أخلاق حلوة بدلاً من التدهور الاخلاقي الرهيب الذي نشهده حالياً! وإسلامنا الجميل قوامه الحرية وهو يقوم علي المساواة بين الجميع.. بغض النظر عن الدين والوضع الاجتماعي، أي لا فارق بين مسلم وقبطي أو باشا «والناس اللي تحت». وفي السياسة من حق المصريين تشكيل أحزابهم بمختلف اتجاهاتها والشعب هو الذي يحكم عليهم، وشعبنا والحمد لله متدين وواع ولن يستطيع أحد أن يخدعه.. المهم أن تكون انتخابات حرة وليست علي مقاس السلطة!! ليأتي مجلس يصفق لها بدلاً من ان يراقبها، والحاكم في الاسلام خادم للشعب وليس صاحب الكلمة المطلقة، بل هناك توازن في السلطات، وبقاؤه في الحكم مرهون بمدة محددة من أجل تداول حقيقي للسلطة!! والامن والامان غاية في الأهمية.. ومصر كلها يد واحدة ضد الارهاب، ولا تعارض بين البطش بالارهابيين واحترام حقوق الانسان! والأمن السياسي له حدوده التي لا يجب ان يتجاوزها، فليس سلطة مطلقة في البلد، والعدالة الاجتماعية أمر حيوي وجوهري وممنوع دلع رجال الأعمال علي حساب الفقراء وفي ختام حواري قلت لصاحبي الذي اغضبني بكلامه الجاهل: وهكذا يتأكد لك ان اسلامنا الجميل يتبني مطالب ثورة ٢٥ يناير العظيمة عيش / حرية عدالة اجتماعية مع التأكيد علي أهمية الاخلاق والالتزام بتعاليم الدين، والطريق مازال طويلاً جداً حتي نري أهداف ثورتنا وقد اصبحت واقعاً نعيشه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق