ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 23 يناير 2016

عجايب عبد القدوس-روز اليوسف, كارثة وصول الإخوان إلى الحكم


بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة مصر أقول إن هناك أسبابا عدة أضاعت تلك الثورة فأصبحت فى خبر كان منها وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم!كنت أتمنى أن يتمسكوا بشعار «مشاركة لا مغالبة» الذى رفعوه بعد نجاح ثورتنا، وهذا يعنى كما قالوا أنهم سيتنافسون فقط على ثلث البرلمان، ولن ينافسوا على منصب رئيس الجمهورية.ومن المؤسف أنهم تراجعوا عن ذلك، وشعبيتهم بين الناس أغرتهم بالسعى إلى أعلى منصب فى الدولة وحققوا ما أرادوه بالفعل بعد انتخابات حرة وسليمة أرفض التشكيك فيها، فقد جرت تحت إشراف قضائى كامل.وكانت المنافسة شديدة وهو أمر لم تعرفه بلادى أبدا منذ عام 2591، حيث رئيس الدولة يفوز دوما بأكثر من 59% من الأصوات على أقل تقدير عدا مرة واحدة فقط عقب وفاة عبدالناصر حيث فاز خليفته الرئيس السادات بـ 29% وربنا يرحم الجميع!وأنا أتعجب من مقولة إن الإخوان سرقوا الثورة مع أنهم وصلوا إلى الحكم بإرادة الشعب، وفى نفس الوقت أقول إن وصولهم إلى السلطة كارثة ويمكن تشخيص مظاهر تلك البلوى فى أربعة أمور أساسية:1- حكموا البلاد والعباد دون أن تكون معهم مفاتيح الحكم، ولم يستطيعوا أن يكسبوا قوة أساسية لا غنى عنها فى السلطة مثل ولاء الجيش والشرطة والإعلام والقضاء.. وأتساءل: إزاى تحكم بلد فى حجم مصر وليس معك مفاتيح السلطة؟ وكانت النتيجة أزمات عدة تلاحقت على بلادنا خلال السنة التى حكم فيها الإخوان.2- فشلوا فى كسب ثقة المسيحيين، ولم يبذلوا الجهد الكافى بهدف طمأنة الأقباط والتأكيد على حريتهم وبناء الكنائس التى يحتاجون إليها، رغم أن علاقة الإخوان بالكنيسة هى الأفضل مقارنة ببقية التيارات الإسلامية ا لأخري.3- من المؤسف أن بلادى انقسمت فى عهدهم إلى إسلامى ومدنى مع أن هناك قوى مدنية عدة ساندت مرشح الإخوان فى مواجهة منافسه أحمد شفيق، لكنهم لم يستطيعوا الحفاظ على تحالف هذه القوى معهم، فانفضوا عنهم خاصة بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى فى ديسمبر من عام 2102، وزاد الطين بلة أزمتهم الكبرى مع القضاء بعد عزل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وهو خطأ فادح، وكذلك تلك الأزمة التى نشبت مع المثقفين الذين اعتصموا فى وزارة الثقافة بعدما تمكنوا من الاستيلاء عليها بعد البطش بعدد منهم وتحويلهم إلى النيابة.4- بدا واضحا أن الدولة العميقة تتحرك بقوة للإطاحة بهم مثل أزمة البنزين المفتعلة وغيرها لإثارة الناس العاديين ضد حكم الإخوان، وهذا ما حدث بالفعل، ولم تستطع الجماعة مواجهة هؤلاء الذين اجتمعوا عليهم من كل حدب وصوب وفشلوا فى كسب الشعب إلى جانبهم، وكانت النهاية المحتمة.سألنى سائل: هل تخليت عن الإخوان الذين تنتمى إليهم وقمت ببيعهم؟الإجابة بوضوح: أبدا والله، الحمد لله إننى مازلت فى قلب الجماعة، ولقد بايعت على مدى أكثر من ثلاثين عاما ستة مرشدين ابتداء من الراحل العظيم عمر التلمسانى وحتى المرشد الحالى حفظه الله وشفاه الدكتور محمد بديع، ومستعد لمبايعة المرشد السابع! ولكن والحمد لله أنا فى الجماعة على بصيرة أسارع إلى نقد الأخطاء التى يقع فيها إخوانى دون تردد وكنت أول من انتقد الإعلان الدستوري، وكذلك تشكيل الجمعية التأسيسية، واستمرار وزارة «قنديل» دون تغيير، وكنت أتمنى أن يبتعد الإخوان عن الحكم ويعملوا على تصحيح صورتهم عند الناس، والعمل العلنى لأول مرة بعد سنوات من الحظر حتى يطمئن إليهم المجتمع، ويطلبهم لكى يتولوا مقاليد السلطة بعد نجاحهم بالممارسة الفعلية فى تقديم صورة حلوة عنهم للرأى العام، لكنهم تعجلوا فوقعوا فى التهلكة، وهناك من يقول إن أعداء الإخوان هم الذين شجعوهم على ذلك حتى يسهل ذبحهم وإثارة البلد كله ضدهم!وإذا سألتني: وهل انتهت جماعة الإخوان إلى الأبد؟ أقول لك: لا يا سيدي.. إنها فكرة والأفكار لا تموت، وتاريخهم مليء بالمحن والمصائب، ولاشك أن ما جرى لهم بعد الإطاحة بهم فى 3 يوليو عام 3102 تمثل أكبر محنة مرت عليهم، وعليهم أن يبدأوا من الصفر من جديد بعدما كانوا أكبر قوة شعبية فى البلد.>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق