ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 20 فبراير 2016

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

يوم الاثنين 22 فبراير تمر ذكري عزيزة علي بلادنا تحولت بعد ذلك إلي مصيبة، ولذلك لا احد يتذكرها، وتمر في صمت و «الطناش» سيد الموقف!! مع ان واجبنا التوقف عندها لاستخلاص العبر والدروس واسباب الفشل!
انني اقصد من كلامي الذكرة 58 لوحدة مصر وسوريا! والعجيب ان الدول الاوروبية بدأت في ذات العام الخطوات الاولي للاتحاد فيما بينها واليوم اصبحت قوة كبري في عالمنا المعاصر! اما الوحدة العربية فلم تستمر سوي ثلاث سنوات وسبعة اشهر وستة ايام وبعدها وقع الانفصال وسوريا اليوم مأساة حقيقية، فقد انتهي زمن امجاد يا عرب امجاد، والحرب الاهلية تطحنها، والموقف شديد التعقيد هناك بسبب تدخل قوي عالمية واقليمية في المعارك الدائرة، ومن حقك ان تصيبك الحيرة وانت تتساءل عن اسباب البلاوي التي تتوالي علي المنطقة العربية بينما اوروبا تشهد كل يوم المزيد من التقدم والرقي بل نجد ابناءنا العرب يفرون اليها طالبين اللجوء.
وفي يقيني ان الاسباب الاساسية للبلاوي التي نعانيها ترجع إلي حكم القائد الملهم الذي يفهم في كل شيء وعنده حل لكل مشكلة! وعقلية بالروح والدم نفديك يا ريس هي السبب في فشل الوحدة بين مصر وسوريا والهزيمة المؤلمة التي حلت بنا في عام 1967، وهي التي اضاعت فلسطين والعراق وليبيا والسبب في الحرب الاهلية التي تدور في بلاد الشام.. والتطرف الاسلامي اراه نتيجة منطقية للحرب الضروس التي تشنها الديكتاتوريات العربية علي التيار الاسلامي كله وضحاياهم بمئات الآلاف.
واوروبا لم تتقدم وتنطلق إلي الامام الا بعدما تخلصت من الانظمة المستبدة التي تحكمها مثل هتلر وموسوليني وفرانكو في اسبانيا والشيوعية في اوروبا الشرقية والوحدة نجحت عندهم لانها كانت خطوة بخطوة ولم تعتمد علي الزعامات والشعارات الرنانة، وليس عندهم زعيم تهتف له الجماهير! بل ان اقوي امرأة في العالم واسمها «ميركل» التي تحكم المانيا تخضع لرقابة مشددة من البرلمان وليست وحدها في الحكم، بل تشاركها عدة احزاب ولا تقبل دولة بالاتحاد الاوروبي الا اذا كان فيها ديمقراطية حقيقية وتداول في السلطة وانتخابات حرة ومفيش سجناء رأي ولا معتقلين سياسيين ولا أمن دولة له الكلمة العليا.
وقد حاولت الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي السير في هذا الاتجاه والتخلص من الانظمة التي تعطي للحاكم سلطات مطلقة تجعله غير قابل للمحاسبة! وبعد احداث عاصفة استطيع الزعم ان الشقيقة تونس التي بدأت منها الثورة الاولي نجحت في هذا المضمار، وعندها توازن حقيقي في السلطة وكل التيارات تعبر عن نفسها بحرية ودون عنف، والتظاهرات هناك مسموح بها مادامت سلمية ولذلك رأينا تونس جبهة واحدة ضد الارهاب واحداث الشغب التي شهدتها البلاد مؤخرا احتجاجا علي البطالة.. اقول لأهل تونس مبروك وعقبالنا يارب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق