سين وجيم, إنتهاكات الداخلية وطبيعة الدولة البوليسية!

هناك من يظن أن إنتهاكات الداخلية ضد المواطنين العاديين منفصلة عن الدولة البوليسية وحكم العسكر والاستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا ، وهذا خطأ شنيع وقصر نظر عجيب! قد نجد مبرر له بين الناس البعيدة عن السياسة ، لكن لا عذر للقوى السياسية التي تعتنق هذا الرأي سوي تأيدها الأعمى لنظام "السيسي"، فهي تعلم علم اليفين طبيعة حكمه، لكنها تحاول ان تجد الأعذار له، والحمد لله أننا لسنا من هؤلاء ، فلا نحاول ان ندفن رأسنا في الرمال بل نري حقائق ما يجري في بلادنا بوضوح.
وطبيعة الدولة البوليسية القائمة حاليا في مصر تتمثل في أمرين.. فالأمن له الكلمة الأولى في الدولة وتراه يدس أنفه في مختلف شئون بلدنا ومؤسساتها، والأمر الثاني ما يشهد به واقع مصر المؤلم حيث عدد سجناء الرأي بالآلاف ، والدماء التي سالت في الإحتجاجات السلمية لم يسبق لها مثيل، والمنع من السفر والتجسس على خلق الله أمور طبيعية في ظل الأوضاع المأساوية التي نعيشها، ولذلك فكل محاولات تجميل وجه النظام القبيح والبحث عن شماعة تتمثل في بعض ممارسات أمناء الشرطة خاصة لن تجدي نفعا فالمطلوب تشخيص الداء ومعرفته لوضع الدواء المناسب له، ويتمثل في نظام ديمقراطي حقيقي، لكن ما يجري حاليا هو الاكتفاء بالادانة آثار هذا السرطان اللعين المتمثل في الدولة البوليسية.