ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 13 فبراير 2016

عجايب عبد القدوس-روز اليوسف, فى عيد «فالنتين»: تصبحوا على حب

بعد ساعات يحتفل الخواجات ومعهم الطبقة المترفة ببلادى وبلاد أمجاد يا عرب أمجاد بعيد الحب أو «فالنتين» وهو حب جزئى أو ناقص يقتصر على العشاق أو روميو وجولييت، ولايشمل الحب بمعناه الشامل.
وربنا يرحم والدى إحسان عبدالقدوس ألف رحمة، وكان من دعاة الحب الحقيقى قدم فى الخمسينيات من القرن العشرين برنامجاً يختمه بتعبير «تصبحوا على حب» وثار عليه الكثيرون ورأوا فيما يفعله يدخل فى دنيا العجائب، فالمفترض أن يقول تصبحوا على خير.وتدخل البعض بهدف الوصول إلى حل وسط يتمثل فى أن ينتهى البرنامج بعبارة «تصبحوا على محبة»!! لكن عاشق الحب الحقيقى رفض هذا التعبير وأصر على «تصبحوا على حب» وكانت النتيجة وقف ما يقدمه فى الراديو!وإذا سألتنى: ولماذا أصر والدى على تسميته تلك؟ فالإجابة أن الحب كلمة سيئة السمعة لأنها تقتصر على العشق والغرام والهيام وسهر الليالى على طريقة «فالنتين» و«قيس وليلي»، فأراد تقديم الحب بمعناه الصحيح الذى يشمل الكون كله وصاحبه لتكون العلاقات بين الجنسين جزءاً من مفهوم تلك العاطفة النبيلة ولاتمثل الحب كله.والجدير بالذكر أن أول مجموعة قصصية كتبها قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره عام 1948 وأسماها صانع الحب، وأتبعها مباشرة بمجموعة أخرى «بائع الحب» ثم النظارة السوداء وتوالت بعد ذلك قصصه ورواياته.. ولأنه أستاذ فى الحب وطبيب لا يمارى فى طب القلوب فقد حذر من أمور أربعة تنفس الحب وتجعله ركاما. أربعة مواقف تنسف الحبالأمر الأول أن الحب بين الفتى والفتاة يجب أن يكون فى الشمس والهواء الطلق، فالحب كالزرع يحتاج إلى الضوء والمياه والعلانية، وإلا سيموت إذا كان فى مكان مظلم فكذلك الحب إذا كان سريا وحرص أصحابه على إخفائه عن المجتمع بل وأقرب الناس إليهم.. فهذا يدخل فى دنيا العجائب.و«كاتب صانع الحب وبائع الحب» يرفض الزواج دون أن يقترن بعاطفة يعنى «تتجوز والسلام» أو «الخشية من أن تصبح عانس» فهى إذا تزوجت من رجل لايتحرك قلبها نحوه، فستكون حياتها أسوأ من أصحاب العنوسة وتعيش فى مشاكل لا حصر لها لأن الحب مفتقد.والموقف الثالث يتمثل فى اثنين اتجوزوا عن حب ومفيش أحسن من كده!وبعد سنوات يفاجأ المجتمع كله بوقوع الطلاق بينهما! وبالطبع يراه الجميع يدخل فى دنيا العجائب! وفى تحليل تلك البلوى يشخص أستاذ الحب السبب ويراه فى أن العاطفة التى تربط بينهما لم تتطور، فالحب مثل الإنسان تراه طفلا وشابا ورجلا! فتلك العاطفة الراقية قوامها تحمل المسئولية «والجدعنة» فى الحياة الزوجية ولاتتوقف عند الكلمات المعسولة «فالجدع» بين العشاق هو الفائز.ورابعا يحذر الكاتب الراحل خبير العشق والغرام من الانحراف باسم الحب.. يعنى واحدة ماشية على حل شعرها بحجة أن قلبها لايتوقف عن الدق والحب!! أو من تقول أنا أحب بقلبى وأتزوج بعقلى يعنى حضرتها عايزة عريس جاهز! وترفض الوقوف إلى جانب حبيبها فى كفاحه وهو يبدأ مشوار حياته! عجائب.وأخيرا أقول إنه رغم مرور عشرات السنين على ما كتبه حبيبى «أبي» فإنه يصلح تماما حتى هذه اللحظة وواقع مجتمعنا يؤكده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق