ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 6 فبراير 2016

عجايب عبد القدوس-روز اليوسف, بين تونس ومصر واحسرتاه مليون مرة


تونس كانت سباقة فى ثورات الربيع العربى، وهى حاليا نجدها القدوة كذلك فى مواجهة الأحداث العاصفة التى تمر بها المنطقة، وخلال الأسابيع الماضية نجد أمورا مهمة فى البلد الشقيق، ومن فضلك تعال معى لننظر كيف تمت معالجتها.. ونقارن بما يحدث فى بلادنا.
والأمر الأول أن نداء «تونس» الذى يحكم البلاد فقد أغلبيته بعد انقسام كبير فى صفوفه وهو حزب علمانى، وبذلك أصبح منافسه الأول هو حزب النهضة الإسلامى يمتلك الأغلبية! وكانت المفاجأة أن راشد الغنوشى مؤسس الحزب وقائده التاريخى رفض أن يقوم حزبه بتشكيل الحكومة، وقال: ظروف البلاد لا تسمح بذلك! وأكد أن حزبه سيظل مساندا للوزارة الحالية مع العلم أن الغالبية العظمى من أعضائها من حزب نداء تونس.ورأيت أن ما فعله الغنوشى غاية فى الذكاء.. فمشاكل تونس الاقتصادية صعبة جدا، وتولى الحكم فى هذه الظروف مغامرة غير مضمونة النتائج، فضلا عن أن القائد الإسلامى يدرك أنه رغم شعبية حزبه فتونس غير مستعدة حتى هذه اللحظة لحكومة إسلامية خاصة أن تأثير فرنسا هناك كبير جدا!قارنت هذا السلوك الراقى والذكى من «الغنوشي» بما فعله الإخوان فى مصر الذين أتشرف بالانتماء إليهم وقلت «واحسرتاه» مليون مرة.. كبرى الجماعات الإسلامية فى بلادى تعجلت الحكم وعملت على قطف ثمار الثورة قبل نضجها فكانت كارثة كتبت عنها بالتفصيل فى المقال الأخير.والحدث الثانى الذى شد الانتباه فى البلد الشقيق تمثل فى التظاهرات العنيفة التى شهدتها تونس احتجاجا على البطالة والجديد بالذكر أن وطأة تلك الأزمة قد اشتدت بعدما ضرب الإرهاب البلاد وأدى إلى تطفيش السياح.ومن جديد أقول إنك عندما تقارن بين ما حدث هناك وما يجرى عندنا فلا تملك سوى القول واحسرتاه مليون مرة! والمفاجأة أن الحكومة أكدت أن التظاهر حق للجميع وأمر مشروع لا غبار عليه! والمرفوض فقط التخريب والاعتداء على المنشآت، وبالفعل تم الإفراج عن الغالبية العظمى من الشباب المقبوض عليهم وكل المحتجزين حاليا وجهت لهم تهم جنائية! ولاحظ أن القوى السياسية هناك لم تحاول ركوب الموجة والدعوة إلى ثورة لا تبقى ولا تذر كما حدث عند الإطاحة بالنظام البائد عام 2011، وفى ذات الوقت رفضت إدانة تلك التظاهرات أو اتهام المتظاهرين بالخيانة والعمالة وتقاضى فلوس من برة، واكتفت فقط بالتأكيد على رفض العنف.وكل ما ذكرته نجد عكسه فى بلادنا! فالاحتجاجات ممنوعة ولو كانت سلمية ومن حق الشرطة قمعها، ومفيش مانع من استخدام الرصاص الحى لتحقيق هذا الغرض، وإيه يعنى سقوط كام قتيل هنا أو هناك! وسجون بلادى مليئة بآلاف الشباب الذين تم القبض عليهم فى الاحتجاجات السلمية! وكل معارض للنظام وقعته سودا! تفرغ منه صفة الوطنية، ويبقى «عميل وخاين» ويعمل لحساب أمريكا وإرهابى كمان خاصة إذا  كان ينتمى إلى التيارات المتطرفة من وجهة نظر الحكومة مثل الإخوان وشباب 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين وغيرهم.. وأتساءل: هل يمكن لمصر أن تصبح وطناًَ للجميع كما أكد السيسى وهذا حالها؟ فى يقينى أن الانقسام سيظل مستمرا حتى تندثر عقلية التكفير والتخوين ويكون كل المصريين فى مركب واحد بلا إقصاء لأحد.>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق